أنفقت الولايات المتحدة خلال عشرين عاماً مئات مليارات الدولارات لتدريب الجيش الأفغاني وتجهيزه. لكن ذلك لم يمنع القوات الأفغانية من الانهيار أمام هجوم حركة «طالبان» التي باتت تملك ترسانة هائلة غنمتها من العدو.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير أمس إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال في جويلية: «لقد قدمنا لشركائنا الأفغان كل الأدوات، دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات»، أثناء دفاعه عن قراره سحب ما تبقى من القوات الأمريكية من البلاد، وترك الأفغان يقاتلون من أجل مستقبلهم. إلا أن عناصر قوات الأمن الأفغانية لم يبدوا رغبة كبيرة في القتال. فقد ألقى الآلاف من بينهم أسلحتهم، أحياناً بدون أدنى مقاومة. وسارع متمردو «طالبان»، من جانبهم إلى وضع يدهم على هذه «الأدوات». وتنتشر بشكل واسع على مواقع إلكترونية موالية لـ«طالبان» مقاطع فيديو تُظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك، ومعظمها مقدم من قوى غربية.
وفي صور أخرى لجنود يستسلمون أمام مقاتلي «طالبان» في مدينة قندوز في شمال شرقي البلاد، تظهر آليات مصفحة ومجهزة بقاذفات صواريخ بين أيدي المتمردين.
في مدينة فرح الغربية، يسير مقاتلون دوريات في الشوارع على متن آلية رُسم عليها نسر يهاجم أفعى، وهي الشارة الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.
ورغم ذلك، أكدت إدارة بايدن أنها ستواصل تجهيز الجيش الأفغاني الذي يوشك على الانهيار. التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للولايات المتحدة. فبعد انسحابها من العراق، سيطر تنظيم «داعش» على مدينة الموصل منتصف عام 2014، واستولى على أسلحة وآليات «هامفي» أميركية. واستخدم التنظيم هذه المعدات بعد ذلك لإعلان خلافته المزعومة في العراق وسوريا.
وعلى غرار مقاتلي تنظيم «داعش» في الموصل، يقف مجندو «طالبان» لالتقاط صور مبتسمين وهم يحملون ذخائر استولوا عليها في المدن التي سيطروا عليها في كافة أنحاء أفغانستان. وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن بيريتز تعليقه: «هذا الانسحاب يتحول إلى هزيمة».