مِنْظ ... نار

حذامِ سنفتقدك، لكن لن ننساك

نشرت

في

شيّعت أسرة الإذاعة التونسية منذ يومين الزميلة حذام عيساوي التي انتقلت إلى جوار ربّها بعد صراع مع مرض الكوفيد في وقت كان جميع من يعرفها يأمل أن تخرج من أزمتها الصحيّة و تعود إلى أسرتها و عملها … لكن تلك هي مشيئة الله في خلقه فالموت حق و أجل محتوم. و من أمام مقرّ الإذاعة التونسيّة و في موكب مؤثّر ألقى جمع من أبناء المؤسسة النظرة الأخيرة على جثمان زميلتهم المغطّى بالعلم التونسي قبل أن ينتقل الموكب إلى مقرّ سكناها بحي الصحافيين بمدينة الغزالة و نظرة الوداع الأخير من قبل عائلتها و جيرانها  …

<strong>مولدي الهمّامي<strong>

و هذه الأسطر التي كتبتها بصعوبة كبيرة لأنّها ليست نعيا و ليست من قبيل الرثاء، هي تحيّة منّي إلى روحها الطاهرة و إلى ذكراها التي ستبقى حيّة في قلوب و وجدان كل زملائها في الإذاعة التونسية. امرأة شقّت طريق الحياة بشجاعة و اقتدار في مدارج العلم أوّلا سلاحنا جميعا في هذه الدنيا المضطربة، ثم في القطاع المهني الذي لا يقنع بالسكينة و الاستسلام للأوضاع، هي الأخت و الزميلة، صداقتنا تعود إلى زمن التحاقها بقسم الأخبار بالإذاعة الوطنيّة منذ أكثر من عقدين،

طيّبة المعشر و صاحبة أخلاق عالية، لم تجد صعوبة تذكر في الاندماج بسرعة في أجواء قسم الأخبار من خلال صدقها و عفويتها في بناء العلاقات المهنيّة و من خلال روحها المرحة و ابتسامتها التي لا تغادر تقاسيم وجهها، كما أظهرت و بسرعة حرفيّة عالية في تحرير و قراءة الأخبار الإذاعيّة و تغطية الأحداث و إنتاج البرامج الإخباريّة بالخصوص تأكيدا لتكوينها المتين في معهد الصحافة و علوم الإخبار … في حياتها ليس هناك أهمّ من عائلتها الصغيرة في بيتها و عائلتها الكبيرة في الإذاعة إذ عاشت من أجلهما فقط، تكتمل راحتها في رؤية من هم من حولها في سعادة.

عملت باجتهاد و تفان، و كما استفادت من خبرة الأجيال التي سبقتها في قسم الأخبار فإنّها لم تبخل على الوافدين الجدد بالنصح و الـتأطير. كفاءتها المهنية جعلتها تكلّف بتسيير إذاعة تونس الثقافية في ديسمبر 2012 حيث تركت أحسن الانطباعات لتعهد إليها بعد سنة من ذلك مهمّة تسيير إذاعة الشباب، و قد ساهم حسّها المهني و العلاقة الطيّبة مع كل أفراد أسرة  الإذاعة في القيام بالمهمّتين على أحسن وجه، ثم تعود بعد ذلك إلى المهد الأوّل قسم الأخبار في خطّة رئيسة تحرير.

حذام عيساوي هي الذكرى الجميلة، و الإذاعيّة المخلصة لعملها و لزملائها، و هذه صفات تكفي لوحدها أن تجعلها حاضرة دائما بقوّة في مخيّلنتا، نذكرها ونترحّم على روحها و نسأل الله أن يجعل الجنّة مثواها و أن يرزق أهلها و ذويها و كل زملائها الصبر و السلوان. و إنّا لله ,و إنّا إليه راجعون.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version