حزب العمال: هل حانت مرحلة النقد الذاتي بعمق … وتشبيب القيادات؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
يبدو ان رياح خلافات عميقة وخطيرة قد هبّت على حزب العمال الشيوعي التونسي و تهدد بانقسامه، كما أن هناك مطالبة بحلحلة خط القيادة التي نعتها عديد المناضلين داخل نفس الحزب بالانحراف ووجهوا إليها حتى اتهامات بالتقارب مع الاخوان …
يشير البعض الى ان حمة الهمامي متمسك بتوافقات قديمة وقعت بالخارج (باريس) منذ الحكم الاسبق و بلقاءات ضاحية الزهراء … ويبدو ان قيادة الحزب بغض النظر عن التمسك بالمنصب لها دور هام في تقسيم الجبهة الشعبية وقامت باغلاط تكتيكية و حتى استراتيجية تمس من التوجهات العامة الحزب … من ذلك تقارب حمة مع الإسلام السياسي الذي و لئن رفضه في تصريحاته لدى بعض المناسبات فقد تاكد العكس عبر المواقف العملية المتعددة … و هنا تؤاخذه القواعد على الضعف التكتيكي الذي اضر بشعبية حزب العمال و قلص حضوره على الساحة الوطنية كحزب كان له وزن محترم نسبيا.
أما انتخابيا فقد خسر بسبب نفس السياسة و القيادة انتخابات 2019 و انعدم تماما تمثيله بمجلس النواب المنحل. حيث أضاع خزان الناخبين و مُني بهزيمة محبطة لقواعده آنذاك … وقد وقع تسريب لائحة طويلة من المنتمين إليه ينتقدون فيها مظاهر البيروقراطية في تسيير حمة الهمامي … ويتجلى ذلك مثلا من خلال موقفه الفوقي من قرارات 25 جويلية و من الاستفتاء الشعبي الذي وان كان تجربة اولى فهو يعد احدى آليات الديمقراطية… و كما تقاربت أكثر من مرة مواقفه مع مواقف النهضة التي تسببت في دمار الاقتصاد الوطني طيلة العشرية و شهدت مرحلة حكمها اغتيالات و عديد التهديدات بالاغتيال قد طال بعضها شخصه …
ان شرعية التاريخ و النضال السابق لم تعد كافية لقيادة حزب يعايش متغيرات كبيرة في الحياة و العقليات و التاثيرات المتعددة، العالمية منها والعلمية والمعلوماتية والاعلامية .. و قد أدى الفشل في التعامل مع هذه المتغيرات إلى انسحاب عدد كبير و إمضاء عريضة من 64 من قيادات أو منخرطين أو طلبة بالجامعة … ويعتبر ذلك إنذارا جديّا لحمّة الهمامي بالذات، كما ينمّ عن خوف كبير على مصير حزب عتيد كم آمن به أنصاره وغير أنصاره …
و قد يؤدي الانقسام إلى اللحاق بمصير بعض الاحزاب التي انقرضت … ويبدو اليوم جليا ان احسن حل هو تدارك الاخطاء و تاهيل الخطاب السياسي للحزب و تجديده بقيادات شابة و تصحيح المسار و الحسم مع الاخوان العدو التاريخي…