وهْجُ نار

حكومتنا…أحبّها وتحبني !

مقال ساخر…

نشرت

في

اغنية شبكنا الحكومه - شاديه - لحن

جالست بعض الأصدقاء من الذين لا يسعدون بما تأتيه الحكومة…هؤلاء لا يعجبهم العجب…ولا حتى الصيام في رجب…

<strong>محمد الأطرش<strong>

سألني أحدهم هل من تشخيص لما يعانيه من أوجاع في الظهر والقدمين والرقبة والمعدة والكلى والقولون والمفاصل والرأس، وشعوره الدائم بالغثيان؟ ضحكت وصرخت بأعلى صوتي…إنها أعراض وعود الحكومة…ألا تخجلون حين تنعتونها بالفشل…أرأيتم، حكومتنا ديمقراطية جــــــــــــــــــــــدا… بهيّة… فتيّة… ذكيّة “مية لميّة”، كما يقول حسونة “ولد خالتي منوبيّة الغبيّة” صاحب “القشّابية” …نعم حكومتنا أبقاها الله ديموقراطية جدّا وطيّبة جدا …وتحب الشعب وأبناء الشعب جدّااااا…وقطط الشعب، وفئران الشعب، وكلاب الشعب، وأبناء كلاب الشعب أيضا، فلا إقصاء ولا تهميش ولا محاباة، ولا محسوبية ولا انتهازية، ولا تفرقة ولا تمييز في “أجندات” حكومتنا… فلا فرق عندها بين أبناء الشعب إلا بالتقوى والاعتدال والتصفيق والانضباط وأحيانا “رقم الصبّاط” …أنسيتم…أم وكأني بكم تناسيتم؟ ألم تعدنا حكومتنا بالأوجاع، ألم يقولوا إن البلاد مقدمة على إصلاحات موجعة في المفاصل وفي العمود الفقري وأحيانا في الرأس مع اضطراب ونزول البرد مع زوابع رعدية في المعدة…وما الغريب …وما الذي سيضيرنا إن شعرنا بهذه الأوجاع وتألمنا قليلا…

نحن نستمتع بما وعدتنا به حكومتنا أطال الله يدها، فتمتعوا ببعض الأوجاع في انتظار البقيّة وإصلاح الأوضاع…فلا أرى موجبا للانشغال واتهام الحكومة ونعتها بــ”المشومة” كما يصرخ الحاج رحومة على زوجته “حلّومة”، وما الغريب إن سبقت الأوجاع الإصلاحات…فالأوجاع تسبق الإصلاحات دائما في الدول التي تزخر بالكفاءات…الأهمّ من كل هذا الهمّ، عفوا من كل هذا الذي يجري هو أن الحكومة أنجزت ما وعدت به، هات راسك لأقبّلها يا حكومة (أمممممممه)… فنحن اليوم في أحلك الأوضاع واوجع الأوجاع كما وعدتنا حكومتنا، فلنرفع أكفنا جميعا للسماء وربّ السماء وما تحتها ونقول “ربي يباركلك يا حكومة يا دمدومة”…فشعبنا يحبّ الحكومة، وأوجاع الحكومة حتى تلك التي تصيب “الكرومة” وجميعنا يعرف ذلك المثل الشعبي الذي يقول “لحمة الكرومة متاكلة مذمومة”…

نحن شعب يسعد بالأوجاع ويصفّق لها، أليست هي وعود الحكومة، ألا يجب ان نسعد حين تنجز حكومتنا ما وعدتنا به…لم ننكر جميلها؟ لهذا وأكثر من هذا لا تستغربوا كثرة الهتاف للحكومة واتباع الحكومة إن أتاكم صداه…ولا تستغربوا من الرقص “على وحدة ونص” للحكومة…وأعضاء الحكومة… وأصدقاء أعضاء الحكومة…وأقارب أعضاء الحكومة…ومن يجالس أعضاء الحكومة…وقطط أعضاء الحكومة… وعشاق قطط صديقات أصدقاء قطط أعضاء الحكومة…و”الجالسين” على كراسي كل ما تشمله الحكومة، و”النائمين” من أعضاء الحكومة (حين يكون الهتاف الجماهيري ليلا)…فحتى أنا عبدكم الفقير أعترف أني أحبّ الحكومة…وأعشق سماع أخبار الحكومة…وأذوب في صور نشاط الحكومة…ولا أنعتها بــ”المشومة”، وهي تحبّني أيضا…فلماذا تُكذّبون الحكومة…وتشكّكون في نوايا الحكومة، وتسخرون من إنجازات الحكومة…

انجازات حكومتنا شاهدة على وفائها وصدقها…وعلى من يريد التأكد من صدق الحكومة أن يعود إلى دراسة برامج الحكومة…ألم تعدكم الحكومة في برنامجها بالقرارات الموجعة وبأوجاع في الرقبة، وفي العمود الفقري، وفي المعدة، وشحوب في الوجه، وضمور وارتخاء شامل كامل في بعض الأعضاء…ألا تشعرون ببعض الأوجاع؟ ألا ترغبون في حكّ بعض أجزاء أجسادكم؟ إن كان الأمر كذلك فذلك تأكيد على أن الحكومة أنجزتكم ما وعدتكم…وأنها تحبكم…وتسهر على وجعكم… تلك هي أعراض برامج ووعود الحكومة…؟ ألا تتألمون بعض الشيء؟ أأصابكم بعض الغثيان والدوار وعمى الألوان؟ ألم تقرؤوا أن حذف الدعم يصيب المواطن بأمراض الدمّ…والهمّ…والغمّ…فلماذا تُكذّبون الحكومة وتتهمون الحكومة، وتصرخون كما صراخ الحاج رحومة…؟ حكومتنا أنجزت جميع وعودها…الأوجاع…الآلام…الضمور…الارتخاء…الفشل المستدام…وإن تمعّنتم وتعمّقتم وأبحرتم في قراءة البرنامج التاريخي للحكومة، لعرفتم أن الصدق والوضوح يطغيان على كل فصل من فصول برنامج الحكومة فلماذا تُكذّبون الحكومة…

لا لوم إذن على هذه الحكومة فهي تنفّذ ما وعدت به شعبها…وتريد رؤيتنا كما تريد هي…حتى وإن كذبت الحكومة (لا سمح الله…وحاشاها) فإنها أصدق الحكومات، فأنا لم أسمع في حياتي بحكومة صدقت مع شعبها بالقدر الذي تفعله اليوم معنا الحكومة…ألم ينصح الحكماء كل حكومات الأرض بالاعتماد على الذين يغطّون عُيوبها لا على من تغطي الحكومة عيوبهم…وحكومتنا تطبّق هذه النصيحة بحذافيرها، دون تحريف…فلمَ اللوم على الحكومة…ونعتها بــ”المشُومة”…فنحن نعاني الأوجاع والغثيان قبل حتى ولادة هذه الحكومة…وعلى من يعاني من أعراض إصلاحات الحكومة…أن يقرأ المعوذات من حذف الدعم وباقي الإجراءات…مرتين في اليوم بعد الأكل، إن وجد طبعا… وأن يغني صباحا مساء ويوم الأحد “زيديني وجعا زيديني يا حكومة …يا ممو عيني”…خلاصة الأمر …حكومتنا…أحبّها وتحبني…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version