ونحن على مقربة من الشهر الكريم هل نجحت حكومتنا “يقوّي سعدها” في تأمين الاستقرار على مستوى الأسعار، به تضمن للمواطن شهرا دون حاجة ودون معاناة ودون انتظار؟
يتصور البعض منا أن الحكومة لا تحب الشعب وتمقته بغلاء الأسعار…تصور غريب عجيب مريب يمكن أن يكون مرده مؤامرة…من أحزاب يسارية شمالية غربية أجنبية ظلامية من الفلول والأزلام والايتام ضد الحكومة…وقد تكون بعض الدول الأجنبية وراء تسريب هذه الإشاعة…وقد يكون صندوق النكد الدولي يتآمر علينا… لكن العكس هو الأصح، فالحكومة “يقوّي سعدها” تحب الشعب وتعشقه، وتجوع من أجله… وتعمل جاهدة من أجل اسعاده… لنتصور مثلا أن الحكومة “يقوي سعدها” زادت في أسعار المحروقات… فالغاية نبيلة (لا تسألوني من تكون نبيلة؟) فهي بذلك لا تريدنا أن نبتعد عن عائلاتنا ونكتفي بجولة على الأقدام على الكرنيش وعلى ضفاف البحر… ومن لا يقطن جانب البحر…
الأمر سهل للغاية، ليكتفِ بارتكاب حلم جميل يأخذه إلى إمارة موناكو أو البندقية او حتى طبرقة أو شاطئ “بوجعفر” إن وجد له مكان طبعا فالحلم مشروع ولا يمنعه القانون ودستور البلاد… ولنتصور أن الحكومة “يقوي سعدها” مرة أخرى زادت في أسعار القهوة والمشروبات الغازية… هذه في غاية البساطة حكومتنا تريدنا أن نقضي كامل أوقاتنا في المنزل ونلاعب الصغار ونداعب أمهم…إن سمحت لنا طبعا…كما أنها لا تريد أن نصاب بانتفاخ في القولون يسبّب لنا مغصا موجعا وإطلاق ريح عشوائي يضطرّنا لمغادرة المنزل خوفا من التسبّب في اختناق بقية أفراد العائلة بسبب الغازات السامة التي قد نطلقها…فحكومتنا ولأنها تريد الحفاظ علينا وعلى البيئة ترفع في أسعار المشروبات الغازية وما جاورها…أرأيتم لا تظلموا الحكومة….
ولنتصور أن حكومتنا “يقوي سعدها” مرة ثالثة زادت في سعر الفلفل الأحمر والأخضر وكل الألوان … هل بربكم تريدون الإصابة بإسهال تذهبون بسببه الى المستشفى ليلا…وتتوجعون من كثرة الوقوف في انتظار سيارة أجرة “تاكسي” لتدفعوا له في آخر المطاف ضعف المبلغ الذي سيعلنه العدّاد…أرأيتم حكومتنا “يقوّي سعدها” لا تريد لكم التعب والأوجاع، والمصاريف الزائدة التي لا موجب لها… وهي بذلك ليست في حاجة إلى بناء مستشفيات أخرى وتوريد أدوية إضافية…وذلك سيؤثر حتما على قانون المالية وعلى مدفوعات الدولة بالعملة الصعبة…أرأيتم منافع غلاء أسعار الفلفل…
لنتصور أن حكومتنا وحكومة الناس جميعا “يقوي سعدها” مرة رابعة زادت في أسعار البصل…الأمر بسيط حكومتنا أرادت أن تقول لكم جميعا “يفوح ريحتكم” فعزوفكم عن شراء البصل سيكون في صالحكم فإن فعلتم فستضطرون لشراء قارورة عطر من العطور الباريسية الممتازة للتغطية عن رائحة البصل التي قد تبعد عنكم زملاء العمل أو صديقتكم التي لا تريدون أن تشتم رائحة تجعلها تهجركم إلى حضن آخر…أرأيتم لا تظلموا الحكومة…حكومتكم تريد بكم خيرا…
ولنتصوّر ان حكومتكم “يقوّي سعدها” مرّة خامسة رفّعت في سعر اللحوم بأنواعها عليكم أن تسعدوا بالأمر فاللحوم مضرّة بالصحة وقد تجلب لكم كل أمراض الدنيا أعرفتم حجم العشق الذي تحمله لكم حكومتكم “يقوّي سعدها”…ثم ما المانع من أن لا يتوفّر السكر في الأسواق؟ ألهذا الحدّ لم تستفيقوا من سباتكم؟ حكومتكم تريد بكم خيرا فالسكر أخطر عليكم من كل أمراض الدنيا فهو قاطرة كل الأمراض إلى جسد الانسان…قولوا معي “يقوّي سعدها”…