حل البرلمان … هل هي بداية نهاية المنظومة الاخوانية؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
بعد تجميد مجلس النواب وقع حل هذا الذي كان عنوان البلطجة و المساومات على الذمة للانتماء الى حزب أو للتصويت على مشروع على المقاس ..كذلك خروج الحوارات عن قواعد الإحترام و مواجهة الحجة بالحجة توسعت هذه الخروقات الى العنف اللفظي و البدني و طالت حتى النساء كما تصاعدت هذه الحالات الملفتة من التنديد الى التهديد والتكفير الذي تبنته الجهة الاخوانية بالخصوص …
كان الشعب التونسي في جزئه الأكبر و معه عدد من الاحزاب، ينادي بحل البرلمان الذي اصبح وصمة على جبين تونس. ..وجاءت أخيرا مبادرة رئيس الجمهورية بإصدار مرسوم في الرائد الرسمي بهذا الحل. و قد كانت القطرة التي أفاضت الكأس انسياق عدد من الاعضاء المجمدين وراء دعوة الغنوشي و جرهم لاجتماع قرأ العديدون انه جاء طبقا لاملاءات بعض السفارات (خاصة أمريكا و انكلترا) فيما تغيب الشيخ الغنوشي عن نفس الاجتماع الذي دعا إليه وورط مكانه الاعضاء المجمدين الذين سقطوا في الفخ ومواجهة تهم ليس أقلها المساس بامن الدولة وربما دعوة سافرة لخلق فتنة بالبلاد …
لقد جاء هذا الاجتماع ايضا بالتزامن مع كشف خلايا ارهابية تزمع القيام بأعمال خطرة، وكذلك مع الحملة التي تشنها مافيات المتاجرة بالمواد الضرورية المتعلقة بقوت الشعب بهدف محاولة دفع الشارع الى الغضب و الانتفاضة التي تحلم بها الجهة المعلومة … مبادرة الرئيس جاءت لضرب خطة مسترابة يربطها البعض باجتماع كان الغنوشي عقده مع سفيري الولايات المتحدة و انكلترا …
و يبدو ان حركة النهضة وصلت الى نهاية مصيرها السياسي وحضورها على الساحة الوطنية كقوة نافذة. و قد أتى كل هذا نتاجا لعوامل متعددة لعل من اهمها انسحاب اكثر قياداتها المركزيين أو الجهويين، بالإضافة إلى انتهاء نفوذها البرلماني و القضائي و قطع موطىء قدمها من القطاع …
بقي انه على رئيس الدولة ان بسارع في مراجعة القانون الانتخابي و اصدار مرسوم يقضي بتجميد نشاط كل الجمعيات. التي تعد بالالاف شهرا كاملا قبل أية انتخابات، وحث المواطنين على القيام بدورهم في ادارة مكاتب الاقتراع لتنقيتها من تغول جهة لطالما سيطرت على هذه المكاتب.
و في عودة الى الاجتماعين المريبين بين راشد الغنوشي وكل من سفيري انكلترا و الولايات المتحدة، نشير إلى أنهما يكتسيان خطورة مضاعفة على البروتوكول السياسي باعتبار ان الغنوشي مجمد بقرار من أعلى سلطة بالبلاد واجتماعه بالسفيرين يعد انتهاكا صارخا و تدخلا سافرا. وكان لزاما على الرئيس أو وزير الخارجية على الأقل استدعاء السفيرين للتنديد بذلك.
و معتاد يلتقي الاخوان مع القوى التي افسدت اهدافها الاستراتيجية قرارات جويلية وكان لا بد من البحث عن مسلك محاولة اغراق البلاد في الفوضى والاقتتال لتسهيل أو تركيز اسباب لاتمام خطتهم الاستعمارية عبر الولوج الى الجارة الجزائر حيث النفط و الغاز اللذين تمنع السلطات الجزائرية تزويد أوروبا بهما تعويصا للغاز الروسي. وهم يعرفون جيدا ان الأجوار لن ينضمّوا لهذه الخطة صحبة النرويج التي لا يمكنها تسديد ولو جزء بسير من حاجات أوروبا، خاصة ألمانيا 55 بالمائة و فرنسا حوالي 30 بالمائة