تعليق: عبد القادر المقري
سجلت عمليات التلقيح المكثف ضد فيروس كورونا و في يومها الثاني عدد 594.141 جرعة تم إسنادها للوافدين على أكثر من أربعمائة مركز … و رغم هذا العدد الكبير، فقد كانت نسبة الملقحين في حدود الخمسين بالمائة من عدد المدعوين، مما يؤكد استعادة الدولة لزمام المبادرة و التفوّق في مواجهة هذا الوباء، سواء من حيث مخزون التلاقيح المرصودة أو من حيث الإمكانيات البشرية و اللوجستية و الإعداد المحكم الذي أحاط بهذه الحملة. تماما مثل الأجواء الاحتفالية التي رافقت الإقبال على مراكز التلقيح منذ الصباح الباكر و التي انتشرت الكثير من صورها على مواقع التواصل الاجتماعي و اختصرت حالة التفاؤل الشعبي الذي يعمّ البلاد … و لا أدلّ على ذلك من أن أعلى نسبة إقبال تم تسجيلها في ولاية توزر (46.65 بالمائة) التي كانت إلى حدود صبيحة 25 جويلية 2021، من أكثر الجهات يأسا و غضبا و انتفاضا على رموز الدولة آنذاك !
يشار إلى أن مجموع التلاقيح المسداة بين يومي 8 و 15 أوت (و خلال يومين فقط، من فضلكم !) بلغ مليونا و 140 ألف عملية تلقيح، و هو ما لم يتم تحقيقه من قبل و طوال أربعة أشهر من دخول التلاقيح إلى تونس، دون نسيان الأشهر الأخرى التي ضاعت على البلاد بسبب فساد المنظومة الموغلة في الفساد، و سوء الحوكمة الموغلة في السوء. و ما خلّفه ذلك من ضحايا تجاوز عددهم العشرين ألفا، لا نملك الآن إلا الترحم عليهم، و الدعاء لدى رب العالمين أن يأخذ المتسببين في وفاتهم، أخذ عزيز مقتدر. …