احدى عشرة سنة من النشاز السياسي، هل شعرنا فيها بالسعادة؟ هل ضحكنا ملء شدقينا؟ هل اسعدنا حكامنا حتى مسكنا بطوننا من شدّة الضحك؟ لا شيء من كل هذا حصل في زمن الوجع والألم والأحقاد والضغائن…
وحدها أنس جابر جاءت لتعيد إلينا الابتسامة وتعيدنا إلى الحياة…فلا يمكن مقارنة “سلايس” من أنس بفصل تعليق جميع اختصاصات مجلس نواب الشعب الذي قرّره “مولانا” فــ”سلايس” أنس اسعدنا…وفصل ” مولانا” نشر الحقد حوله وكان انطلاق مرحلة “بهذلة” هذا الوطن ومن فيه…كما لا يمكن أبدا مشاهدة أنس وهي تقوم بــ”الفورهاند” دون أننصرخ فرحا وننسى ما أوقعنا فيه حكامنا…ولا يمكن مقارنة ذلك بفصل رفع الحصانة البرلمانية عن جميع أعضاء مجلس نواب الشعب الذي جاء انتقاما من بعضنا البعض وإرضاء لمزاجنا الرافض للآخر…ولا أظنّ أن هذا الشعب لن يقف فرحا حين تقوم أنس بــ”باكهاند” وتكسب نقطة على حساب منافستها…فـ”باكهاند” أنس يسعد كل الشعب عكس فصل مولانا الذي لن يسعد غير من أتاه وأتباع من أتاه…
هذه الأيام أنستنا أنس جابر أوجاع الوطن…وغثياننا من حاله وأحواله…فــ”دروب شوت” أنس أفضل عندنا من قرار تحجير السفر على مسؤول لم يأت جرما غير أنه ليس في صفّ مولانا…و”باسينغ شوت” من أنس يكفي لينسينا إعفاء مسؤول، فقط لأنه لم يلتق مع مزاج مولانا وأتباع مولانا…أما “سماش” من أنس سينسينا بعض فصول دستور جاء ليفرض عزفا منفردا لمولانا يجلسه على عرش البلاد سلطانا على العباد…ولا أظنّ أن الشعب سيستسيغ غلاء الأسعار وارتفاعها في أغلب المواد الأساسية وينسى ابتسامة يجلبها له “انسايد اوت” من أنس جابر وهي تجتاح منافستها الألمانية في نصف نهائي ويمبلدون…دون أن ننسى أن “انسايد ان” من أنس سينسينا فصل منح الحصانة لمولانا اثناء وبعد الحكم …
وهل يمكن لهذا الشعب ألا يصرخ فرحا بــ “هاف فولي ” من أنس جابر وهي تسحق منافستها البلجيكية مرتينز …أو حين تبدع في”فولي” أمام منافستها الكازاخستانية في دورة ويمبلدون…وكيف لا ينسينا “كيك سيرف” من أنس الرائعة وهي تتلاعب بمنافستها تاتيانا ماريا أمام أنظار كل العالم ضيق التنفّس الذي نعانيه منذ جثم حكامنا على الوطن وأجسادنا…فأنس بــ “فلات سيرف” أضحكتنا وأنستنا والي بنعروس وهو يبعثر أوراق تاريخ بناه بورقيبة ورفاقه وصنعه بن علي ومن كانوا معه بما يأتيه من تصرف لا يليق بمقام مسؤول جهوي في حجم الخطّة المكلف بها…وأنس بـــ “سبوت سيرف” أبهرتنا وأبعدت عنّا حلم تصنيف منظمات التصنيف العالمية التي استهزأ بها “مولانا” ووصفها بــ”أمك صنّافة”…وأنس بـــ”توب سبين” لامست قلوبنا برقّة متناهية وجعلت مذاق فمنا حلوا كالسكر الذي افتقدناه من اسواقنا وكزيت “الحاكم” الذي اختفى دون أن يعلمنا متى يعود ودون حتى أن يودّعنا… وأنس بـــ “باكهاند داون ذا لاين” أنستنا كل أوجاعنا وأنستنا وزيرة مولانا الأولى التي لا تتقن العربية بالشكل المطلوب فتتعثّر في جملة واحدة عشرات المرّات حتى يكاد يغمى عليها وعلى الكلمات…
أنس أنستنا كل همومنا…أنستنا جبلا من الإحباط الذي نعيشه ونعانيه…أعادتنا إلى الحياة بعد أن ذبَحَنا ساستنا…أنس اسعدتنا كما لم نسعد منذ احدى عشرة سنة ونصفا …منذ دخول التتار أرضنا…إلى يومنا هذا…مع ساسة يتداولون على ذبحنا دون تكبير ولا حتى بسملة… كنّا نصطنع السعادة لوقت قصير مجاملة أو قهرا…ثم نعود للغرق في همومنا التي لا يجارينا فيها أحد غيرنا…حتى جاءت أنس…أنس التي أنستنا شبابنا ووجع شبابنا ودموع شبابنا…شبابنا الذي ما أن يترك الوطن ويخطو أول خطوة له خارج حدود أرض الوطن حتى يمزق كل أوراقه الرسمية بما فيها جواز سفره مودعا ما مضى من عمره…مودّعا والده…أمه…إخوته…مودّعا ذكرياته…مسقط رأسه…شبابنا الذي اختار غربة أرأف بحاله من غربة وطنه التي تقتله بالتقسيط يوميا…
أنس التي أسعدتنا وأنستنا ولو لبعض الوقت جور الوطن على شبابه العاطل …أنستنا أيضا فظاعة حلم شبابنا الوحيد “كيف يفرون من وطن أذاقهم الويلات وأهملهم، إلى موت يرونه أرحم…” أنس جابر أنستنا الألم الحقيقي …الألم الذي نشعر به حين ندرك حقيقة حكامنا، كل حكامنا الذين يخلطون بين حماية “أوطانهم”… وحماية أنفسهم…ونسوا أنهم حين يحمون أوطانهم وشعوبهم يحمون أنفسهم…من غضب شعوبهم…
خلاصة قولي في يوم العيد هذا…أنس أسعدت كل الشعب وانسته أوجاعه وجبرت بخاطره ولو ليوم…أو لأسبوع أو لشهر…وحكامنا أحالوا نصف الشعب على الـــ”قيس”…فلو كانت أنس دستورا…لقلت “نعم”…ففصوله تذهب الوجع والألم…