عقدت كوادر حركة النهضة اجتماعا حول مؤتمر الحركة القادم و مسالة التداول على منصب الرئيس و هي نقاط تاجل البحث فيها لمرات.
ورغم ان القانون الداخلي للحركة يمنع الغنوشي من مزيد التربع على حكمها فانه يصمم اكثر من اي وقت على التمديد و التشبث لآخر رمق بالكرسي. وقد تسبب هذا التصميم في انتفاض عدد من القيادات الهامة و تسبب في صراع و انقسام داخل الحزب تجاوزت أصداؤه محيط مونبليزير و سرية مداولات مجلس الشورى و صخب أعضائه و لم تفد في التعتيم على ذلك مكابرتهم المعهودة واخفاءهم للخلافات الحادة ..
اليوم تسبب موضوع رفض الديمقراطية التي لا يؤمن بها فكر هذه الجماعة، في انسحاب عدد هام من الاعضاء من الاجتماع ويقع الحديث عن ارقام تتراوح بين 39و 65 عضوا من قياديي النهضة الذين انسحبوا رافضين موقف الغنوشي الذي يتبجح بالديمقراطية و التداول على السلطة و الوفاق و هو خطاب للاستهلاك و تبييض الصورة لدى القواعد و الراي العام الداخلي و الخارجي ..
ان تمسك الغنوشي بهذا المنصب يعود الى توجسه البالغ من أن يعجل ذلك بنهاية محتومة لحياته السياسية وكما يشعر بان رئاسته لمجلس النواب التي تخضع الى التهديد بانسحابه تزيد من هذا الاستشعار و من هواجس اخرى تعتمل بنفسه و بمنظومة الاخوان بتونس المسكونة دوما بخوف من افاق المستقبل و هو خوف يجد شرحه في فشل منظومة حكمهم منذ انتفاضة 2011 .
هذه الفترة التي شهدت ما شهدت من تفقير للشعب و اغتيالات و ارهاب و تغول و توشع لشبكات الفساد والمخدرات و انحدار قطاعات التعليم و الصحة و النقل و السياحة و انحسار نشاط الدبلوماسية الاقتصادية اذا ما استثنينا اغراق السوق الوطنية بالسلع التركية عوض حماية اقتصادنا الوطني او وصول التداين الخارجي الى اكثر من 100الف مليار او كاد يتجاوز رقم الدخل الوطني الخام.
هذا على المستوى السياسي والدبلوماسي لتمسك الغنوشي برئاسة حركة النهضة تطبيقا لمقولة احد كبار المستبدين “J’y suis, j’y reste!” ,على المستوى الاقتصادي المتعلق. بحركة النهضة يبدو ان الغنوشي يمسك بمفتاح خزانة الحركة وبالمليارات التي تدفعه الى رفض “توريث ” غيره من الاعضاء او مده بشفرة كنز علي بابا…
انقسام حاد جدا يلوح به افق حركة النهضة بعد انسحاب هذا العدد الهام و ما تم من استقالات على مدى هذه السنوات لعديد القيادات و الهجمات المتتالية على النهضة من لدن عدد من ابنائها…. اما الغريب في كل هذا فهو بقاء جزء من القواعد التي لاتزال متمسكة بمنظومة تسير نحو الانقسام ثم الانحدار و الافول …