جور نار

رئيس الجيش والشرطة والحماية المدنيّة!!!

نشرت

في

إثر إنتهاء موكب ترقية عدد من الضباط السامين أمس الأحد، نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية نُسخا لصفحات و فصول و مقتطفات من الدستور والقوانين تنصّ كلّها على أنّ رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات العسكرية و الأمنية،

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

ورغم أننّي لا أناقش هذه البديهيات التي توجد في كلّ دول العالم، فإنني أذكّر رئيس الجمهورية أنّ النصوص التي أشارت إليها صفحة الرئاسة صدرت عندما كان رئيس البلاد رئيسا فعليّا يتصرّف في دواليب الدولة بحركة من بِنصَرِ يده وليس .كما هو وضع رئيس الدولة الآن الذي لا يتحكّم إلاّ في حدود قصر قرطاج.

( et encore !). غريب أمرُكَ السيّد الرئيس، ثمانية عشر شهرا مرّت على تولّيك مهام رئيس الجمهورية، ولكنّك لم تستوعب بعدُ أنك “ريّس” كما يقول أبناء الفراعنة، فنراك تتصرّف طبق قاعدة العِناد و”صُحّة الراس” وكأنّك طفل صغير “دلّول” يمتلكُ كرة يُفاخر بها أمام بقية الأطفال ممن لا يملكون كرة ويرغبون في لعب “ماتش فوت”.

السيّد الرئيس، مع إشراق كلّ يومٍ يرزقنا فيه الله عُمرا جديدا “تهبِطُ” علينا أنتَ بخطاب أعرج وعبارات ممجوجة بلُغة لا تمتّ للعربية السليمة بصلة، ترشَحُ أخطاء نحويّة فتكون بمثابة “بونية لا تقرا لا تكتب” تنزلُ على رأسنا الفرطاس والخالي من الشَعر والأملٍ والفرحة.

السيد ساكن قرطاج، صرتَ لا تترك مناسبة أو فرصة لترمي “المعنى” على رئيس الحكومة هشام المشيشي وتذكرنا بأنه خان الامانة ونكث العهد وكأنك نسيت أنّك أنت شخصيا من جاء به من الصفوف الأخيرة وفرضه على “جِدّ والدينا” مستشارا لديك ثم وزيرا للداخلية ثم رئيسا للحكومة.

فالسيد المشيشي لم يكن أحد يعرفه بإستثنائك أنتَ والسيد محمود بن رمضان الوزير السابق للنقل ثم الشؤون الاجتماعية والسيدة سميرة مرعي الوزيرة السابقة للمرأة ثم الصحة الذَيْنِ فرضوه رئيسا لديوانهم، لكنّ عماد الحمّامي تخلّص منه عندما تسلّم حقيبة الصحّة.

السيّد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمن القومي ورئيس الجيوش (بالدستور) وأضفتَ -فخامتك- لهم أمس الاحد رئاسة الشرطة والحرس والديوانة (بتأويلك الأحادي للقانون) ونزيدُك الحماية المدنية من عندنا… نرجوك يا “رايس الريّاس” أن تنسى أنك عمِلت طيلة حياتك المهنيّة مُساعدا للتعليم العالي مختصا في القانون الدستوري وتذكّر أن من إنتخبوك من أفراد الشعب (ولستُ منهم ) ينتظرون منك إن تجد حلولا لمشاكل البلاد وتبحث عن الإستثمار وتستعمل علاقاتك الدبلوماسية (إن كانت لك علاقات) لجلب اللقاح للتونسيين في هذا الوقت الصعب.

أما أن تستغل كل مناسبة لتذكيرنا بخلافاتك وخصامك مع المشيشي والغنّوشي والفاسدين والمفسدين فهذا “ياسر علينا” وأصبح مصدر إزعاج وقرفٍ ونكدٍ لعقولنا التي لم تفهمك، فهل تفهمها أنت يا رئيس ؟؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version