جور نار

رسائل حسن نصر الله

نشرت

في

السيد نصر الله: لا يمكن التفكيك بين المقاومة وكربلاء.. كل ما عندنا من  عاشوراء الإمام الحسين(ع) – موقع قناة المنار – لبنان

منذ قليل انتهت الكلمة المرتقبة لزعيم المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله .. ولْنقُلها مباشرة، كان خطاب نصر الله حقا في مستوى الانتظار الطويل الذي عشناه منذ 27 يوما، وأجاب عن سؤال “أين حزب الله؟” ومعه عن أسئلة أخرى طرحناها في ما بيننا … بل وأضاف عليها.

<strong>عبد القادر المقري<strong>

فباستثناء نبرة الخاتمة وفقرتين قصيرتين في الكلمة المطوّلة، كان الشيخ عالي الهدوء والواقعية والحديث الموزون والكلمات المحسوبة كلمة كلمة … لم يتوعّد الخصوم بحُمم وإبادات وإلقاء في البحر، ولم يسوّق لخطاب عنصري مشتعل، أو شعارات كراهية مجتزأة من الموروث السلفي المتطرّف … لم نسمع منه لغة “اليهود” و”خيبر” و”الصليبيين” و”أحفاد كذا وكذا” و غير ذلك مما يروّجه دعاة الفضائيات والأئمة المتتلمذين عليهم … أبدا … كان الرجل يتكلم بمسؤولية وعقل ومنطق عصري وقانوني وإنساني … ولكنه مع ذلك كان على حزم بالغ وتصميم لا تخطئه العين … تكلم كرجل دولة، ولكن أيضا كقائد في معركة يواجه عدوّا (بل أعداء) ويسمّي ذلك ويبرهن عليه، ويضع الرأي العام العربي والدولي شاهدا على قوله …

استنتاجات عديدة يمكن استخلاصها من كلمة السيد نصر الله … ولكن ما قرأته بدت لي فيه جملة من الرسائل أهمّها:

  1. ما فعلته المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر لم يكن عبثا أو مجرد خبطة إعلامية، بقدر ما كان ردّ فعل على جملة أوضاع صعبة ولا إنسانية يعيشها الشعب الفلسطيني منذ 20 عاما على الأقلّ … وفيها ما يعود إلى بدء انزراع الكيان في 48… وسط نسيان عالمي تامّ لقضية هذا الشعب وما يعانيه.
  2. المقاومة الفلسطينية سيّدة نفسها وهي التي قررت عملياتها دون وصاية أو استئذان من أحد … لا إيران ولا حزب الله ولا أي طرف حليف.
  3. يحترم بالكامل ما قررته وفعلته المقاومة (حماس تحديدا) ويعلن مساندته التامة لها
  4. على عكس ما يتصوّره أو يسوّق له الجميع، فالعدوّ أضعف مما يبدو، بدليل أنه استنجد بالقوات الأمريكية على آخرها منذ أوّل يوم
  5. بدا جليّا أن الكيان وجيشه ليسا سوى أداة تنفيذ في يد عدوّ رئيسي للشعب الفلسطيني وهو الولايات المتحدة (وهنا عاد الشيخ إلى توصيف آية الله الخميني لأمريكا بأنها “الشيطان الأكبر”)
  6. من هذا المنطلق، وأيضا من منطلق أن واشنطن أقحمت قواتها عتادا وأفرادا في المعركة وبشكل واضح ومباشر من خلال أساطيلها في البحرين المتوسط والأحمر، فإنها ومصالحها أصبحت هدفا مشروعا لنيران المقاومة وحلفاء المقاومة … في المنطقة وربما في أي مكان من العالم.
  7. هدف المقاومة الأوّل هو وقف العدوان على الشعب الفلسطيني
  8. انتصار المقاومة لن يكون انتصارا لإيران أو لحركة حماس أو جماعة الإخوان المسلمين، بل سيكون انتصارا للحق الفلسطيني وأيضا لدول المنطقة، وقد سمّى نصر الله هذه الدول بالاسم (مصر، سوريا، الأردن ولبنان) كما سيكون دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
  9. في المقابل، فإن هزيمة المقاومة سينتج عنها سقوط مروّع لهذه الأنظمة وبؤس أشدّ منتظر لشعوبها.
  10. تهديد الأمريكان يتوسيع نطاق الحرب سينقلب عليهم بالأساس، لأن المقاومة الفلسطينية ستجد إسنادا قويّا من فصائل مقاومة أخرى في لبنان واليمن والعراق وغيرها.
  11. حزب الله بدأ بعد في المعركة ومواجهة العدوّ، وقد نتج عن ذلك سحب الاحتلال لثلاثين بالمائة من قواته من أطراف غزّة إلى حدود جنوب لبنان، وهذا في البداية فقط.
  12. بعدما فعله العدوّ من مجازر فظيعة وإبادة في حق الفلسطينيين بغزّة والضفة الغربية ولبنان، فإن كل مدن العدوّ ومواقعه عسكرية كانت أم مدنية صارت هدفا مشروعا لضربات المقاومة وحلفائها (قال حرفيا: المدني بالمدني)
  13. العدوّ وحليفته أمريكا يشترطان إطلاق سراح أسراهم قبل أي تفاوض، وهذا لن يحدث مطلقا، وقد “سبق لهم أن هددونا في 2006، ولم نرضخ لهم بل هم الذين رضخوا”
  14. على الضمير العالمي أن يصحو ويساعد على وقف العدوان، وإلا فالعواقب ستكون وخيمة على الجميع

هذا تقريبا مجمل ما فهمناه من خطاب السيد حسن نصر الله، وأكيد هناك ما يضاف عليه والمزيد المزيد مما يقال حوله … ولكن يبدو أن 7 أكتوبر ـ كما قال ـ سيكون له ما قبله وما بعده كتاريخ فاصل وفيصل في مسار القضية الفلسطينية وأوضاع المنطقة عموما.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version