بقدر ما اومن بوجود الله أتفق مع من لا يؤمن،فالقناعات وليدة التجارب، وقناعات الإنسان حقه وملكه طالما لا يفرضها على غيره، ولا يسيء بها لهذا الغير!
طبعا قلتها وأكرر القول للمرّة المليون، مفهومي لله يختلف جذريا عن أي مفهوم آخر جاءت به الأديان،وهذا حقي كما هو حقهم! هو كطاقة جميلة ذات كمال مطلق يعيش معي، يأكل معي، يمشي معي، يتحدث معي…ليس هذا وحسب، بل أستعير قلمه عندما أقرر أن أكتب فكرة، وألونها بأنفاسه!
كل ما تؤمن به تراه، بل يزداد مع الوقت تواترا في ساحة بصرك!
ولأنني اومن به إيمانًا لا يتخلله شك، يتظاهر في كل اللحظات التي أعيشها فيضا من الخير والحب والسلام،وبإمكاني أن أكتب عن عشرات التجارب التي أعيشها يوميا في تلك اللحظات.
في كل مدينة أمريكية هناك ما يسمى farmers market،أي سوق الفلاحين، ويفتح يوما واحدا بالاسبوع!سكان المدينة يتوافدون عليه من باب دعم الإنتاج المحلّي0
السبت الماضي ذهبت إليه لأشتري تمرا، فاشتريت علبتين تزنان حوالي 12 كيلو، فلقد وعدت صديقي زاك بعلبة من كعك التمر الذي يحبه من صنعي، ومن ثمّ وقفت أمام عربة لبيع العسل البلدي،
مددت يدي لالتقط برطمانا بوزن باوند واحد وبقيمة 35 دولارا، وإذ بقوة خفية تجبرني على أن أعيده إلى مكانه، وصوت يضج في عمقي: يكفي هذا المبلغ لإعالة عائلة سورية تتضوّر جوعا لمدة شهر.
في الطريق إلى البيت اتصلت بي صديقتي الفلسطينية نسرين تطلب إذا كان بالإمكان أن تأتي لزيارتي، فالسيدة والدتها قد جلبت لي من حيفا برطمانين من العسل البلدي!
وكان أطيب عسل ذقته في حياتي.
بينما كنا نتسامر على فنجان قهوة زارتني صديقتي ليلى وصُعقت عندما ناولتني برطمانا من أفخم أنواع العسل البلدي المنتج في ألمانيا.
اليوم كنت مازلت أتناول وجبة الظهيرة خارج البيت،عندما ارسل لي صديقي روكي، الذي يستأجر بيتي السابق رسالة تقول:جئت ولم أر أحدا فتركت على الباب غالونا من العسل البلدي، اوعديني بصينية بقلاوة.
صُعقت مرة أخرى عندما التقطت الغالون من أمام البيت لأراه يزن 12 باوند (حوالي 6 كيلو)، وهو من انتاج أشهر شركات العسل، ليس في مدينتنا وحسب، بل في أمريكا كلها!
نظرت إلى حديقتي التي صنعها الله على شاكلته، وتحمل الكثير من جماله، وهمست:شكرا يا صانع الجمال، لقد وصلت رسالتك.
************
هكذا هي رسائل الله واضحة وسهلة ولا تحتاجإلى شرح أو تفسير أو تأويل