جور نار

منجي شلباوي: “رسالة إلى الوالي”

نشرت

في

لماذا تسير الأشياء بهذا الشكل ويتغيّر العالم فجأة من أوّل سطر إلى آخر قطرة من دماء هذا العمر المهزوم..

لماذا كل هذا التداخل والفوضى وتقاطع الأشياء بشكل مخيف ضارب في عمق قلوبنا الموجوعة…

لماذا تدهسنا “التحولات ” و”روح الثورة” بهكذا وحشية !

لماذا لم نعد نحس بطعم الأشياء ولا الأماكن ولا الأوقات ! لماذا أصبح الفرد منا ضيفا ثقيلا على نفسه في هذه الأماكن الضيقة المزدحمة بباعة الكلام والوسطاء والسماسرة …

ماذا يجري في تونس ؟

<strong>منجي شلباوي<strong>

ماذا يجري بالضبط ؟!

لماذا يفقد هذا البلد السيطرة على صوت نواقيسه…

إلى أين يذهب…

لماذا يتغير هكذا ؟!

ما أضيق هذه الأفضية المفضية إلى الخواء…

خواء الفكر والخلق والمحاكاة …

ما أضيقنا بهذا الضيق المستبد بنا مرارة قاسية…

ما أضيق هذا العمر الضائع المهدور كقهوة باردة مساء شتاء لا يرحم …

ما أضيق العيش هنا…

وهناك !

لم يعد بوسعي أن أجد مكاني بين المدعوين في هذا الحفل التنكري ولا أن أجلس بينهم أو أتناقش معهم أو حتى أن أحرك رأسي موافقا أو منافقا …

لم يعد بإمكاني أن أفعل ذلك..

لم يعد بوسعي أن أصغي إلى أحد في هذا البلد المنفلت الذي يراكم البذاءات وقلة الحياء بدعوى أنه فن الراپ…

لم يعد بوسعي أن أستمع إلى فن أو مسرح أو غناء في هذا البلد الشاحب…

الذي لم تسلم فيه من التلحين حتى نشرة الأخبار والأحوال الجوية…

ماذا بقي الآن !

بحثت عن نفسي هنا وهناك…

بين الأزقة والأحياء…

بحثت عني في هذه الأرض البور …

لم أجدني !

توقفوا…

توقفوا فورا !

توقفوا…

وتعالوا نتحاسب لنرى مايحدث الآن …

تعالوا…

فمن حقنا كجمهور -لا كمواطنين- أن نحاسبكم لإعادة ثمن تذاكرنا وأوقاتنا المهدورة…

وأعصابنا المتوترة بسبب رداءة الأضواء وسذاجة الديكور وضعف الممثلين !

تعالوا لنرى إن كان بإمكانكم أن تقدروا ثمن ما خسرناه ! توقفوا…

لو سمحتم !!!

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version