الريمكس أثابكم الله هي نغمة جديدة في قاموس فاقدي الإلهام و الإبداع…تقول له يا أخي إنتاجك الأخير هو مجرد فرعسة لأغنية سيدي علي الرياحي فينظر اليك شزرا ثم يلقي على سمعك محاضرة في فن الريمكس و يحاول أن يقنعك أن ما قام به من جهد هو في الحقيقة لصالح صاحب الأغنية الأصلية إذ بفضل الريمكس ستصبح الأغنية ملائمة للعصر و سيبقى اسم الفنان حاضرا على مر الزمان…
يا للسخاء و يا للكرم !
لكن ما يتناساه “الريميكسير”، أن صاحب الإنتاج الأصلي لم يوص بشيء لأحد و أن أثره هو ملكه و يحق لأي وارث أن يخاصم و يقاضي كل من يجرؤ على التحوّز به و التصرف فيه …. ففي الدول التي تحترم فيها حقوق الملكية الفكرية و الفنية لا يسمح لأي شخص بأن يستغل إبداع غيره ـ و خاصة إذا كان ممن غادروا الحياة ـ دون أن يحصل على ترخيص قانوني بعد أن يفي بحقوق الورثة المادية … و لعل اغرب ما رأينا و سمعنا أن يكون المبدع حيا يرزق و مع ذلك تجد من يجرؤ على السطو على انتاجه و لا يخجل من عرضه على الناس في شكل تسجيلات أو في الحفلات و المهرجانات …
اسألوا الهادي حبوبة أو صالح الفرزيط و غيرهم كم مرة تعرضوا للسطو الوقح و كم سمعوا من تبريرات ركيكة لهذا السلوك الارعن … و من هذه التبريرات أن يزعم المعتدي على ملك غيره، أنه بفعلته لا يسعى إلا إلى تكريم المالك الأصلي ! فمنهم من يكرم صليحة و الهادي الجويني و محمد الجموسي و علية و منهم من “يكرم” الأحياء أنفسهم ثم يبتهج وينتشي عندما يرى الجمهور يغني معه و يتمايل على إبداعاته … و لعل ما ما يزيد الطين بلة ما يضيفه المغني من خانات هجينة أو تأوهات مزعجة و لسان حاله يقول هكذا كان على صاحب الأغنية أن يؤديها …
و هل تعتقدون أن الأمر يقف عند هذا الحد؟… لا أبدا فثمة من يكرم أم كلثوم و محمد عبدالوهاب و يستعين بفرقة من العرابنية و تراه يركض على الركح جيئة و ذهابا و كأنه يؤدي أغنية اللمو اللمو ثم يلتفت إلى عناصر الفرقة و كأنه يحذرهم من السقوط في النشاز !
مسكين فنان الغلبة الذي يفني عمره في إبداع يتعلق به الناس و يعشقونه ثم يأتي من بعده من يعرضه في الفريب الفني بدعوى التكريم … و أي تكريم …