دراما نار

زهيرة … الصوت و الصورة

نشرت

في

زهيرة سالم كانت مطربة مسكونة بعشق الحياة والفن، من اخمص القدمين الى اعلى الرأس…يشهد لها خصومها قبل احبابها، وحسادها قبل عشاقها…انها مطربة كالقمر لها ما له من جوانب مشرقة و جوانب أقل إشراقا في حياتها الفنية و أيضا الخاصة …

ر<strong>ضا العوادي<strong>

فبعد طلاقها من المايسترو عبد الحميد بالعلجية تزوجت اكثر من خمس مرات وكانت تفتخر بذلك، بدليل موقفها ذات يوم ببهو الاذاعة والتلفزة بشارع الحرية … حيث كنت شاهدا على ما فعلته وما قالته زهيرة لنجيب الخطاب الله يرحمه وهو يحتسي قهوته مع زملائه و جمع من الفنانين …اذ توجهت اليه بعد ان نزعت السفساري و صاحت باعلى صوتها: “والله يانجيب هالبدن هذا وها (تييييييييييييييت) هذا ما مسه ولا ادحنس عليه أحد…الا من كتب عليه الصداق…والكلام الذي قالوه عليّ بهتان وافتراء من الـ (تيييت) اللي حاسبين ارواحهم فنانات…بقر هولاندا…” !

كانت رحمها الله امرأة يهابها ويخاف منها كل العاملين والتقنيين والعازفين والمنشطين والاداريين … كلهم يحنون رؤوسهم امام كلامها الجارح والمؤلم والمر مرارة العلقم في فم كل من تجرأ على ظلمها أو ذمها او الافتراء عليها…زهرة امرأة لم تشهد الساحة الموسيقية ببلادنا انثى في جرأتها وشجاعتها…في مواجهاتها العديدة و في اشد خصوماتها مع زملائها و زميلاتها و جميع من له علاقة بمجال شغلها

إذن ليس سرا أنها لم تكن ترحم من يجرحها أو يسيء إليها و عديدة هي المواقف التي تكشف عن شخصية قوية جدا و مدافعة شرسة عن حقها …وبالرغم من ذلك فإن لزهيرة قلبا ذهبيا يحوي الارض والسماء، و هي حنون الى درجة لا وصف لها …كما انها ابنة بارة لوالديها و أم عاشقة لابنتها التي تعيش في الخليج … بقيت أيضا صديقة وفية لطليقها عبد الحميد بن علجية رغم انها تزوجت بعده عديد المرات … فقد دافعت عنه بضراوة اللبؤة حين تمت اقالته من الرشيدية و أساء خليفته إليه حسب ما وصل إليها …فاقامت الدنيا ولم تقعدها…

هذه زهرة بنت عمر البراهمي شهر الأبح بباجة بسبب البحة المتواصلة في صوته الله يرحمه….زهرة التي عاشت 80 سنة منها اكثر من ستين سنة في الوسط الموسيقي، و عايشت أقطابا كالهادي الجويني و علي الرياحي وقدور الصرارفي و صالح المهدي و الشاذلي انور، و نعمة وعلية وسلاف…ومن الجيل الثاني عدنان الشواشي …امينة فاخت…صوفية صادق…والقائمة طويلة …..

بعد صراع مع المرض وبعد ان تدهورت حالتها الصحية مما عجل بدخولها الى إنعاش المستشفى العسكري، فارقت زهيرة سالم الحياة يوم 27 ديسمبر 2020 … وبما ان الفقيدة تعتز وتفتخر بان انطلاقتها كانت من فرقة الاذاعة التي احتضنتها وصقلت موهبتها، كان توديعها من مقر هذه المؤسسة و هناك اقيمت مراسم جنازتها مثلما اوصت قبل وفاتها … وقد حضر جنازتها الى جانب رئيس ديوان وزير الثقافة الرئيس المدير العام للاذاعة والتلفزة وثلة من زملائها على غرار سلاف و نوال غشام و شكري بوزيان و منصف عبلة و منجي بن عمار. وبعض الاصدقاء….

يذكر أن زهرة عاشت أخر مشوارها تصارع المرض والخصاصة لو لا مؤازارة ابنتها ماديا ومعنويا امام مصاريف العلاج الباهظة … رحم الله هذه الفنانة الفريدة …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version