جور نار

سالم حمزة: “كرونيكارات” اللقمة الباردة … أو عندما يسطو الممثلون الفاشلون على الساحة الإعلامية !

نشرت

في

عزّوزتي تتحول إلى مقدمة برامج تنشط تحقق تحاور يوسف الصديق بشهادة في الرقص

صحيح أن المواطن العادي غالبا ما تغريه اللقمة الباردة التي لا تتطلب تعبا و وجع رأس.. لكن يبدو أن هذه العقلية تفشت لتنال من بعض الممثلين و المغنين الذين وجدوا في التنشيط الإذاعي و التلفزي عملا يضمن مورد رزق محترما مع الراحة النفسية و البدنية.. إضافة للظهور الإعلامي المستمر..

<strong>سالم حمزة<strong>

و ربما يكون هذا العامل أكثر إغراء من الراحة.. إذ عوض معاناة التدرب على مسرحية أو مسلسل أشهرا طويلة مقابل مبالغ قد تأتي بعد مدة و لا تفي بالغرض.. فإذا بجعفر الڨاسمي و لطفي العبدلي و وجيهة الجندوبي و معز التومي و الصادق حلواس و حنان الشقراني و ليلى الشابي و كوثر الباردي و كوثر بالحاج و جميلة الشيحي و حسام الساحلي و الجيل الجديد من أشباه الفكاهيين الذين يجمعون بعض النكت من الفايس بوك ليسردوها في وجبة سريعة لا تفتكّ الابتسامة لأنها مستهلكة و ماسطة..

و النتيجة: من لا يقدر على التمثيل و يتهرب من تعب البروفات و المصاريف و عناء التنقل و التلحليح للحصول على عرض بمهرجان: فليجلس على كرسي و نطلق عليه على بركة الله صفة كرونيكار.. و دوره أن يتظاهر بالضمار و أحيانا بالعراك أو بالخروج من البلاتوه.. و في المقابل، يستقيل تماما من مهنته الأصلية أي التمثيل، فتخسره الساحة الفنية، دون أن تربحه الساحة الصحفية التي نزل مستواها جراء هؤلاء و أمثالهم إلى حضيض الحضيض …

كل ذلك على حساب المسرح و السينما و الأعمال الدرامية الراقية بالتلفزة.. و الدليل أننا افتقدنا جيل الدوار و منامة عروسية و وردة و كتاب و الليالي البيض و إخوة و زمان و حسابات و عقابات لتعوضهم أولاد مفيدة و مشتقاتها.. و أيضا على حساب الصحافة التي هي اختصاص أكاديمي قائم بذاته يدرّس و تُنال فيه شهائد عليا، لمن نسي ذلك … هنا نتساءل: لماذا لا يبقى الإعلام للإعلاميين و يتفرغ الممثلون و المغنون لأعمالهم عسى أن تتحرك الساحة الفنية..!!

و قبل هذا نتساءل: أين “الهايكا” التي أصبحت هيئة سياسية لا مهنية … و أين نقابة الصحفيين من هذا السطو غير المسلح على مهنة لها أصولها و رجالها و نساؤها … و خاصة فيهم كثيرون يعانون البطالة أو الأوضاع المزرية و هم قابعون في الظل و الذل معا … في حين أن غيرهم من المتطفلين (ممثلين، مغنين، محامين فاشلين، مزاودية، راقصات، عارضات أزياء …) يحصدون ألوف الدنانير في الحصة الواحدة … بل هناك حتى من أعضاء النقابة من استغل صفته و بدل تحسين وضع زملائه، راح يبحث لنفسه عن نصيب من الكعكة الشهية …

فهل هو حاميها حراميها أم أن هذه المهنة من دون كل المهن هي بمثابة الوكالة من غير بواب؟؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version