هل قدر سوريا عبر تاريخها ان تُبتلى بالتتار…؟؟.. سوريا هذه الذي كرمتها العناية الالهية في القرآن بذكرها كقبلة لقريش ايام الصيف القائظة في رحلة الشتاء والصيف . وصيف سوريا ناعم كشعر نزار وجميل كجمال سلاف فواخرجي وبهيج كحضور ايمن زيدان … .
سوريا قلب الشام قبل العروبة وبعدها ..سوريا موطن الشعراء والفنانين والعلماء … وسوريا التي تعرّضت عبر تاريخها لاشرس المعارك من التتار والمغول في زمن مّا، ومن التتار والمغول الحدد في مأساة ما اسموه بالربيع العربي فتآمر عليها الاعداء من داخلها ومن خارجها .. تآمر عليها الجيران والاشقاء …حتى اولئك البعيدون عنها آلاف الكيلومترات واسّسوا لها مسرحيّة اصدقاء سوريا ..ولفظهم التاريخ وقاومت وانتصرت سوريا شعبا وقيادة وها هي تعود لنا وللعروبة شامخة شموخ حلبها ودمشقها وكلّ شبر فيها …
حظيت فاواسط التسعينات بزيارة هذا البلد في اطار دورة تكوينية للاتحاد العربي للاذاعة والتليفزيون …وعشت وعايشت هنالك الاشقاء السوريين قرابة الشهر ….الشعب السوري بدءا به هو شعب في منتهى الجمال بكلّ معايير الجمال ….شعب يفتح لك قلبه قبل ذراعيه ..شعب لا يختلف كثيرا عما نشاهده في مسلسلاتهم ..معطاء ذو انفة غيور على كلّ حبّة من تراب بلاده …سوريا ايضا هي معالم تاريخية شامخة ..فجامع الامويين مفخرة معمارية عالية القيمة .. وقبر الكبير الناصر صلاح الدين تقف امامه فاذا بك امام ذلك العربي الكريم الذي يتكفّل بتطبيب خصمه ريتشارد قبل الاسد ..نعم شهم يداوي خصمه ..اليوم خصم لا يعترف الا بـ (زيدوا مازال يتنفس) …
و كيف وانت في دمشق لا تزور جبل قاسيون الذي يقال عنه انه موطن هبوط آدم على الارض هو هضبة ترى من خلاله دمشق ..وتصوّروا فقط ذلك المشهد الليلي ودمشق مُنارة بكلّ الوان الدنيا ..للوصول الى هضبة قاسيون لابدّ ان تمرّ قبل ذلك بشارع طويل باهت الاضواء ..ولكي نفهم لماذا هو باهت الاضواء يكفي ان اقول لكم انّ السوريين يسمّونه شارع العشاق ..نعم هنالك يتكوبل العشاق ليلا … وعلى حدّ قول سعيد صالح (المقررات هنالك ساااااااهلة قوي) !
الدمشقي في الاسواق لا يضجر من حرفائه .. ابتسامته استقبالا وتوديعا تأسرك سواء اشتريت منه او لم تشتر ..وهذا طبيعي لانّ جيناته تاجر باتمّ معنى تفاصيل الكلمة ..فدمشق هي ثاني اقدم عاصمة تجارية في التاريخ بعد اريحا …
آتي الان الى سوريا النظام … عندما تحادثت مع السوريين في باب السياسة والحريات ..اوّلا هم لا يحاورونك الا فرادى ..وهم يوصونك بتحذير ودّي ..وبالقول ..عش كما شئت في سوريا لك كلّ متع الدنيا فقط ابتعد عن الشأن السياسي …. هذا هو واقعهم نعم ..ولكن دعوني اتساءل ..هل هنالك بلد عربيّ واحد حظي بحرّية التعبير وبالديموقراطية الحقيقية لا المزعومة ؟؟ وحتى اولئك الذين غاروا (من الغورة لا من الغيرة) على سوريا في مطلع 2011 من الغربيين فيهم والعرب، هل هم فعلا دعاة حرية تعبير وديموقراطية ؟؟
ما آلت اليه الاوضاع في البلدان التي اجتاحها الربيع العربي اكّد انّ دعاة “استبداد بشار” هم مجموعة طراطير وليس طرطورا واحدا .. بشار هذا المستبدّ وفي عهده كلّ شيء من ضروريات الحياة مدعّم من لدن الدولة ..ايّة شدّو عندكم يا ثقفوت يا بتوع المدارس ..المواطن السوري لا يدفع ثمن الكهرباء والهاتف والماء الصالح للشراب ..هاتوا لي بلدا واحدا فعلها …ثمّ سوريا هي من البلدان التي تخصّص ميزانية سنويّة هامّة للشؤون الامنية و العسكرية باعتبارها على الجبهة جغرافيا مع العدوّ الصهيوني ..
تاريخ سوريا ومنذ العصر الحجري حيث تعتبر من اقدم الاماكن في التاريخ للاستيطان البشري وبعض الآثار يعود تاريخها الى 8 آلاف سنة قبل الميلاد ….تاريخ سوريا وبعد تعاقب عديد الحضارات عليها … الابيلية ..المارية .. الاوغاريتية …الآرامية ..الكنعانية ..الاموية … الفينيقية …سوريا ايضا هي من نكّل بها المقدونيون … السلوقيون ..الروميون .. العباسيّون ..الصليبيون والعثمانيون جماعة اوردوغان في ذلك العصر والفرنسيون والانكليز .. دون نسيان المغول والتتار .. وهؤلاء لم يكونوا ابشع من تتار ومغول 2011 …
ما حدث ماضيا وحاضرا في الشقيقة سوريا وبعد عودتها للصف العربي رغم انف الدواعش وامرائهم، يؤكّد انّ شمس العزّة والكرامة في سوريا قد تغرب ولكنّ قدرها العودة الى الشروق مهما طال ليل المجرمين والمنحرفين والمجانين …