سيدي الرئيس،هاتوا البديل من الرجال … و اتركوا الصبية يلعبون…
نشرت
قبل 3 سنوات
في
سيدي الرئيس…أقرأ هنا وهناك عن حوار وطني سيخرجنا مما نحن فيه …وعن حوار وطني لا هدف له غير خدمة من يصرخ مطالبا به منذ خمسة أشهر أو يزيد …سيدي الرئيس…أسمع هنا وهناك عن ارتفاع أسهم هذا وانخفاض أسهم ذاك…ألهذا الحدّ وصل التدهور والسقوط السياسي في بلادنا بعد حراك الخوارج والأغبياء؟…
والغريب في الأمر أننا وضعنا مصير البلاد اليوم بين يدي من خربوه، وقدّمناه هدية لهواة لا يفقهون شيئا في الشأن السياسي…ولا كيف تدار شؤون الأوطان… فبعض النواب لا يفقهون شيئا هم اليوم من يحرّك دواليب مستقبل الحكم…فتراهم يراودون هذا…ويراودون ذاك…شرطهم الوحيد أن يكون المفعول به خادمهم المطيع….فهذا نائب يريد التصرّف في تفاصيل الحكم كما يريد وبما يريد…والآخر يريد وضع كل رفاقه في مواقع مختلفة من الحكم استباقا لما قد يقع غدا…
هكذا حالنا اليوم …فما نعيشه اليوم هو تصفية حسابات سياسية بامتياز… أبطالها البعض من الذين لم يعرفوا حجمهم الطبيعي…والأغرب أن يصمت الجميع أمام ما يجري…ألهذا الحدّ غرقنا في وحل الهواة…من صبيان مجلس النواب….ورئيسه العجوز الذي يفعل ما يجوز وما لا يجوز… إلى ساكن القصبة الذي أصبح دمية في يد بعض من هم حوله… سيدي الرئيس إننا اليوم نعيش في وحل لم نر له مثيلا سابقا…وأنت تعلم من المسؤول عن هذا الوحل…وأنت تعلم أيضا أن سياساتكم والعديد من أخطائكم هي التي أوصلتنا إلى السقوط في هذا الوحل…فأنت من أختار ساكن القصبة…
فسبب البلاء الذي نعيش هو اختيارك الخاطئ …وانخراطك غير محسوب العواقب في “عركة” سياسية لا موجب لها…كان يمكن أن تفوز بخزانك الانتخابي والبقاء بعيدا عن تحمّل تبعات الفشل والإفلاس القادم… لن نلومك طبعا عن الفشل لأنك تسكن قصرا بعيدا عن القصبة…لكن نلومك عن اختيارك “للصبية الفاشلين”…ليس أكثر…نحن اليوم سيدي الرئيس على شفا حفرة أو أدنى من السقوط المدوّي…وبعض من هم حولك يتصارعون من أجل تسمية معارفهم وخدمهم أين يريدون…
سيدي الرئيس ألم يحن الوقت… لنقول لكم…تحركوا فورا وتحملوا مسؤولياتكم…قبل فوات الأوان… رأفة بحال التونسيين.. تعقّلوا وتحملوا مسؤولياتكم…ألم يحن الوقت للإسراع باتخاذ القرار الشجاع والعقلاني والتاريخي الذي يرضي الجميع…ويبعد بلادنا عن الأسوأ…فما هذا الذي نراه يوميا ونسمعه…صبية يناورون…يتآمرون…يقررون مصير البلاد…ولا أحد من الكبار تحرّك ليصحّح المسار…ألم يحن الوقت لنبدأ مرحلة جديدة من العمل والتعاون نتطلع فيها بكل أمل وثقة إلى إعادة دفع عجلة التنمية لنتمكن من استثمار طاقاتنا وإمكاناتنا…وتحقيق كل وعودنا لمن وعدناهم …
ألم يحن الوقت سيدي الرئيس ليتحمّل الجميع مسؤولياته في تنفيذ خطة إنقاذ لا تقصي أحدا عن تنفيذها…ألم يحن الوقت لتلتفتوا قليلا لمن ساهموا في عدم سقوط البلاد إلى أسفل…ألم يحن الوقت لنبني دولة تحكمها الأخلاق والقيم…فبلادنا اليوم استباحها الفاسدون …هل أصبحنا هكذا ودون أن ندري دولة يتعايش فيها الجميع مع الفساد والمفسدين…هل أصبح الفساد السياسي والمالي جزء من منظومة الهواء الذي نتنفس…
سيدي الرئيس… نحن اليوم نتطلع إلى بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة الاستحقاقات مهما بلغت خطورتها… ونحن نؤمن أن الطريق الوحيدة التي يجب أن نسلكها هي طريق التسامح والتعايش والإصلاح…فلا مجال لإقصاء من هو قادر على مساعدتنا اليوم للخروج من الأزمة ولو كان من الماضي…ألست أنت من الماضي رغم نكرانك لجميل الماضي عليك وعلى من كانوا رفاقك…سيدي الرئيس أدرك جيدا أنكم تعرفون من اقصد…وأدرك جيدا أن بعضهم أوصاكم بعدم التفكير فيهم أبدا….لكن أدرك أيضا أنكم…سيدي الرئيس لن تنجحوا أبدا في إنقاذ البلاد بمن هم حولكم….وأراهن….لأنكم سيدي الرئيس اخترتم الأسوأ…لذلك …ولأكثر من ذلك…
يحق لي اليوم سيدي الرئيس أن اقول لبعضهم… اخلعوا أقنعتكم… والزموا بيوتكم …فقد عرفنا نواياكم…وما تريدون… فمن ليس أهلا للمسؤولية فليتنحّ جانبا…وليترك المكان لمن هو أجدر…ومن ليس أهلا لخدمة الشعب فلينسحب من المشهد قبل أن يلفظه…فتونس اليوم في منعطف البقاء …فكفانا مضيعة للوقت…وهاتوا البديل من الرجال…واتركوا الصبية يلعبون…