شتان بين “فلاديمير لينين” الثوري العظيم، و بين رضا “لينين” … الفوضوي الصغير !
نشرت
قبل 3 سنوات
في
حين يكون ” مُنظّر ” الرئيس قيس سعيد نفر يسمى رضا المكي alias Lénine .. ( حاشا فلاديمير إيليتش أوليانوف ) و الأصحّ أن يسمى رضا تروتسكي أو باكونين أو راداك أو روزا ليكسمبورغ … أو أيّ من البؤساء الفوضويين المجالسيين … ماذا سيكون مصيرنا في تونس ؟؟؟
الكثير لا يعرف خطورة ما يطرحه صديق قيس ” الحميم ” منذ سنوات الجامعة 1981/1977 و اعتبرناه إذّاك يسراويا فوضويا .. زمانها بالكاد اخضرّ منّا الشارب فكيف وقد اشتعلت الرأس الآن شيبا ؟؟ حجر الزاوية في خلطته النظرية الطوباوية هو عداء الدولة و كل أشكال السلطة ، ” الدولة ” بشكل عام ، الدولة التي تكتب بالفرنسية بتضخيم الحرف الأول ( Majuscule / Etat)… كل الفوضويين يعادون الدولة كشكل للسلطة ، مهما كانت طبيعتها ،
و قد عادَوْا حتّى الدولة السوفياتية زمن لينين و ستالين تأكيدا لشعار الفوضويين المحبّب ” Ni Dieu ni maître ” الذي رفعه ” البلانكيست في آخر القرن 19.. لقد حاربهم لينين نفسه بضراوة و حاربوه بتنظيراتهم الخرقاء فكتب في فضحهم المجلدات …
يذكر أن لينين ـ الحقيقي ـ هو الآسم الحركي لفلاديمير إيليتش أوليانوف (1870 / 1924 ) المفكر الماركسي المتفرّد و الزعيم الشيوعي الروسي و الأممي الفذّ . إضافاته للفكر و الممارسة الثورية تحمل بصمته و تنسب إليه : اللينينية . و في حياته القصيرة كان غزير الإنتاج الفكري جمّعت آثاره في 45 مجلدا في الفلسفة و الاقتصاد و علوم الاجتماع و السياسة و النقد الأدبي .. و من كتبه الشهيرة (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ) و (الدولة و الثورة ) و (ما العمل؟) . صارع على مستوى فكري و بلا هوادة كل الإنحرافات التي كانت تنخر الحركة الثورية في زمانه و فضح جوهرها الانتهازي اليميني أو اليساري وبذلك نجح في بناء الحزب البلشفي على أساس المركزية الديمقراطية و ليقود الثورة التي أطاحت بالنظام القيصري الدموي في أكتوبر 1917 .
اعتبر لينين الفكر الماركسي منهاجا للتفكير و ليس مقولات دوغمائية و تعامل بشكل ثوري مع عديد القضايا المستجدّة خاصة مسألة الأقليات القومية و حق الشعوب و الأمم في تقرير مصيرها و بنى اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفيتية URSS على أساس الانضمام الطوعي لا القسري . و وقف نصيرا للشعوب و الأمم المستعمرة ضد الهيمنة الإمبريالية وهو من فضح اتفاقيات سايكس بيكو الإستعمارية لتقسيم الوطن العربي .
في المقابل، تابعت منذ مدة الحوار الذي أجرته قناة التاسعة مع منتحل صفة “لينين” هذا، و رغم قلة خبرة محاوريه فقد تمكنوا من ازعاجه و كشف البعض من مغالطاته …. كان يناور بخبث وانتهازية المحترفين و يمارس التقية و يتلون كالحرباء و يبيع الأوهام قصد التخفي و مغالطة محاوريه و المشاهدين .
أعاد نفس الأطروحات و التنظير الذي لم تؤكده أية تجربة واقعية طيلة قرن من الزمان : الديمقراطية المباشرة ، و الديمقراطية التشاركية و كل السلطة للشعب عبر المجالس المنتخبة (التنسيقيات التي برزت كالفقاقيع (و الكامور نموذجا هي مثله الأعلى لتسيير الشأن العام ).. في دولة مفككة و مع رئيس دولة صوري ..
لكنّه لم ينس أن يطالب بإصدار قائمة لـ”جرحى الثورة و شهدائها ” المطلب المركزي و الغنائمي لجماعات الإسلام السياسي و من لف لفها لأنه سيفتح باب التعويضات من جديد حتى يواصلوا نهب تونس و استنزافها لتمويل حركة النهضة فرع الإخوان المسلمين المحلي ..
تساءل لينين المزيّف بخبث المتذاكي : ماذا ستفعل عبير موسي بعد سقوط النهضة ؟؟؟ و نجيبه : سيعيد الأخيار بناء ما خــرّبه الأشرار ، و سيضمّد الوطنيون الأحرار جراح تونس و ستعود الفرحة و الأمل لوجوه التونسيين بعد العشرية السوداء و سنوات الرمادة .