هل اختار نتنياهو التوقيت المناسب لاشعال نار ارادها لدعم مكانته السياسية التي بدات تتاكل ؟ ام ان توقيت تذكير العالم بان شعب الجبارين يواصل نضاله باكثر تصميما و بحدة اقوى؟
المواجهة الجديدة بين الفلسطينيين و العدو الصهيوني تجاوزت المنحى الديني هذه المرة و لم تعرف مثيلا لها منذ 67 وقد طرحت للعالم. حقائق ثابتة عن عنجهية الاستعمار الصهيوني و جرائمه عبر التاريخ السابق و الحالي لعل الجانب الملفت لمواجهات هذه المرة التطور المحسوس للدفاعات الفلسطينية التى وصلت صواريخها هذه المرة و لاول مرة إلى مدينة حيفا وضربت تل ابيب و في عدد من المستعمرات مقابل ذلك برزت العقلية النازية للدولة الصهيونية في ارتكاب المجازر و تقتيل المدنيين من الشيوخ و النساء و الأطفال على مرأى من الرأي العام العربي و الدولي.
اما اهم ما سجلته هذه الأحداث لحد الآن فهو وحدة النضال في الضفة و قطاع غزة و داخل فلسطين المحتلة خاصة في القدس الشريف. و إذا كان هدف رئيس حكومة الاحتلال من خلال هذا التصعيد االإجرامي (مجازر ضد المدنيين و تدمير البنية التحتية لقطاع غزة و قد تصل لحدود الساعة الحادية عشر من ليلة الامس أكثر من 800 ضحية بينهم حوالي 60 في حالات خطيرة ومقابل هدم الأبراج التي تحتضن مكاتب عالمية و إعلامية عموما) هو تحصيل مكاسب سياسية فإن هذه الاعتداءات لم تفعل سوى دعم الصورة الإجرامية لهذا الشخص و هذا الكيان، فيما سجلت المقاومة الفلسطينية تقدما ملحوظا تمثل في التحام سكان المناطق المحتلة سنة1948 و بقية المناطق الأخرى القطاع والضفة وكما سجلت المقاومة الفلسطينية من جهتها تطورا ملحوظا في رد فعلها على الاعتداءات الصهيونية بالقدس او غيرها…
لقد فشل نتنياهو في تسويق الاعتداءات و تبريرها بما يرفع من شعبيته داخليا و تأييده دوليا، و ينقذه من ملاحقات قضائية بالفساد قد تنتهي به وراء القضبان آجلا أم عاجلا … هذا إن لم تصطده نيران الغضب الفلسطيني المتعدد التعبيرات و الوسائل … مما قد يجبره على طلب هدنة سريعة إنقاذا لماء وجهه، و ربما لرأسه