لا أحد سينجو من الوحدة…
هذا الوطن يعشـق إفـساد الأشياء الجـميلة…
فلا تخبره بما تريده من الحياة…
فلا شيء يستحق أن تتشبث به في هذا البلد الحزين !
لا شيء يستحق أن تسدد فواتير عمرك من أجله،
أو أن تهدر أعصابك في سبيله…
لا شيء يستحق أن تحرق حطب أيامك و خزائن صبرك لتتقرّب منه حتى يلقي عليك السلام !
ستظلم نفسك..و ستسحق قلبك بكلتا يديك !
إنه لمن المروّع أن تكتشف بأنك مساهم في هذا الخراب الذي حل بك…
من المروّع أن تتفاجأ بأن بعض تفاصيل هذا الوطن هي تفاصيلك وخطوط ملامحك تأخذ شكل صوتك وبحّة روحك و زفير قلبك الميت…
ستكتشف أن تفاصيل أحاديث يومه هي خبزك اليومي و فتات ضحكاتك الباردة …
و ستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تراهن على أصابع مبتورة لشاعر مهزوم…
دهسنا هذا البلد إلى نهاية العمر و الأعوام و الأرقام…
أكلنا فردا فردا…
قتلنا أفواجا أفوجا…
فسلاما لتلك الأحلام التي لم تكتب لنا…
وسلاما لليوم الذي يمضي دون نسيان !