لا يكاد يخلو برنامج إذاعي، و لا برنامج تلفزيوني، و لا برنامج انتخابي، من الدعوة إلى توفير المرافق الفلانية و الفلتانية بأريافنا التي تعاني الفقر و التهميش و العزلة و الحرمان و شظف العيش إلخ … والوعد بها على أفواه كل طوائف السياسيين يمينا و يسارا و وسطا و شرقا و غربا و جنوبا و شمالا ونساء و رجالا و خنثة ذكر …
و تشمل المرافق المطلوبة في ما تشمل الطرقات المعبدة و الطرقات السيارة والكهرباء و الماء و المدرسة القريبة و الجامعة المتاخمة و المخبزة العصرية والسوبرماركت و صالة الأفراح و قاعة السينما و منتزه الترفيه و ملعب الكرة و المسبح و المصنع (بل المنطقة الصناعية) و شبكة الهاتف الجوال و إيصال البث إلى البارابول … كما يطالب المذيعون و يتعهد الساسة بإيجاد الروضة والمحضنة ونادي الأطفال و قاعة الألعاب للشباب حتى يمارس رياضاته المحببة من فصيلة الفري فاير … و هناك من تفطن إلى غياب صالونات الحلاقة الحديثة للنساء والرجال، و معها مراكز للتجميل و إزالة السمنة و تقوية العضلات …
و لكن الوعد الوحيد الذي تحقق من هذا الركام، هو إحداث بلديات في كل ركن من مناطقنا الريفية، و بهذه البلديات جرّار للقمامة سرعان ما يفضي إلى معركة و معارك حول المصب أين يكون … في أرضكم؟ في أرضنا؟ لا، و الله عندك … و تهبّ للغرض جيوش و عروش … كل هذا و غيره حقيقة لا مجاز، و الشواهد لا تكاد تُحصى و هناك من هدد بالانضمام للجزائر المجاورة … فنحن جزء من هذا الوطن و هو لا يعترف بنا فماذا بيننا؟ بطاقة تعريف؟ شهادة جنسية؟ نفتفتها مائة و ستين قطعة و هاهي على وجوهكم فاشبعوا بها …