يوم غرّة مارس القى الرئيس الرواندي خطابا الى شعبه … واسترعى انتباهي في ذلك الخطاب نقطتان اولاهما _ اذا كانت بلادنا اصبحت متربّعة على عرش افريقيا ولفتت انظار العالم بأسره فليس ذلك بوجود الفاتيكان او الكعبة او البيت الابيض او تاج محلّ عندنا …
والنقطة الثانية قال فيها _ وليس لأنّ عندكم بول كاغامي كرئيس.. _ .بل انّ السبب هم الروانديون انفسهم الذين سامحوا بشأن الماضي واخذوا زمام المبادرة لتقرير مصيرهم بفضل روح العمل والابتكار والوطنية كمفتاح للرقيّ والتنمية …_ نعم كلمات من ذهب من زعيم رواندي عاشت بلاده حربا اهلية كانت ضحاياها في حدود المليونين …
عشرون سنة قبل الان كانت رواندا واثيوبيا والموزمبيق وبقية القائمة …ما تلعّبناش _ وعلى جميع المستويات …عندما كنت ادرس بفرنسا كنت الوحيد العربي بين الافارقة السود في دفعتي…كانوا ينظرون للتونسي نظرة تقدير واحترام واعجاب وبكلّ صدق وفي مونديال 78 كانوا مؤازرين لتونس الشتالي وطارق والعقربي …
اليوم جاء زمن غير الزمن لتصبح هذه الدول قدوة في فكرها وسلوكها وتقدّمها …هاتوا لي خطابا واحدا من جرد السياسيين عندنا يضاهي ما قاله هذا الرئيس الرواندي …جلّ ان لم اقل كلّ خطابات سياسيينا هي موشومة بـ _ منّي تقرع _ او انا او لا احد …او انا وبعدي الطوفان …لك الله يا تونس ….