غبي من يعتقد أن أخطر ما في هذه الفترة هو وباء الكوفيد 19 الذي يمكننا اليوم ابدال لقبه أو اسمه بكوفيد 21 حتى يتسنى لابنائه من الفصائل الجديدة حمل القاب مواكبة للعصر و لقانون المتغيرات.
غير ان بلادنا و منذ. انتفاضة 2011 خضعت للعديد من كورونات اشد خطورة على تونس. و ان كنا وجدنا في الكمامات و التباعد و بروتوكول الوقاية و أخيرا جملة التلاقيح التي وصلت متأخرة كوصول عروس قادمة من الجنوب نحو العاصمة … وان شاهدنا تحسنا في احترام البروتوكول المذكور مرده الخوف من الموت الذي ضرب الأقارب و الأصدقاء و الرفاق و حتى من اعتقد البعض انهم سياسيون محصنون، ومن غير المنطقي ان تلتهمهم الكوفيد ..
لكن كورونات هذا الوطن الذي ينزف قد تعددت و تضاعفت و تنوعت و ترعرعت و فرخت و انتشرت وضربت الشعب في مقتل حقيقي، ولا بروتوكول أو تلاقيح أو كمامات لمواجهتها … فلنا بحمد الله و شكره على نعمه كورونا علاء الأسعار. الجنوني حتى في ظل انهيار الطاقة الشرائية …
لنا أيضا كورونا الخلافات بين رعاة لم يفقهوا ابدا. انخرام القطيع و شراهة الذءاب المتحفزة. ..كورونا التجارة الموازية المنتصبة على جثة التجارة القانونية التي تدفع لخزينة الضرائب… هناك ايضا لنا كورونة النهريب لاغراق السوق الوطنية بدلا من حمايتها …
كذلك كورونا العجز الكلي عن حماية الموارد الأساسية التي تعد العمود الفقري للاقتصاد. هناك أيضا كورونة المخدرات التي تكتسح شبابنا. وصغارنا و تلاميذنا لتصنع منهم شعبا مهلوسا وكأن الامر يشعرنا ان تزطيل الشباب والاطفال ممنهج و يمثل حلقة من منظومة أم الكورونات ،،.
وبعد كل هذا تنساءل لماذا شعبنا و شبابنا يعشق جلاديه و سراقه و مغتصبيه دون اي مرهم أو لقاح للعلاج مادامت آليات و اسباب الوقاية معدومة أصلاً