قراءة في أبراج تونس سنة 2022

كنت ومازلت اعتبر قرّاء الأبراج مشعوذين وكاذبين مهما صادف كذبهم وقوع ما تنبؤوا به … كنت مازلت ادعو ذوي الالباب او المتخلّفين امثالي الى انّ الغيب صندوق لا يملك احد مفاتيح اقفاله ..ولكم ان يحدثني واحد منكم عن علم الفلك وعن علاقة التزاوج والمصاهرة بين النجوم وعن سفراتهم في مجرّاتهم وعلاقاتهم الديبلوماسية مع الشمس والقمر … عندي انا يدخل من اُذن يخرج من اخرى … الم اقل لكم انّي متخلّف …

وطبعا من المنطقي ان تضيفوا الى صفتي كمتخلّف صفة الانفصام وانتم تقرؤون عنوان المقال أبراج تونس سنة 2022 …وبعيدا عن غضبكم وردّا على تساؤلكم _ تي منين نشدّوك ؟ من جهة ما تامنش بيهم ومن جهة تدعونا لمقال في الموضوع ..؟؟ اوّلا ثقوا انّي لست من المتلوّنين في مواقفي ..ولم اتأثّر بتاتا بالمتلوّنين السياسيين، الذي تراه اليوم احمر ـ اي يساريا ـ تجده غدا بمسبحة يمجّد ويفتخر بمن كان يوما ما أشدّ و ألدّ أعدائه …زعمة زعمة وحده الغبيّ في السياسة من لا يتغيّر …هذه اكذوبة هدفها الرئيسي تبرير المصلحيّة والانتهازية والرمي بالمبادئ الى اقذر المزابل …

لا علينا ثانيا هاكم قراءتي لابراج تونس كما ارجوها لسنة 2022 . حتّى تتاكّدوا انّي لست من ايّاهم ـ الدجالين و وقارئي الحظّ ـ وانا متقبّل لكلّ نقدكم … جانفي وهو برج الجدي …يا ربّ احم الجدي من الذئاب والكلاب والذباب ….فيفري برج الدلو …يا ربّ اجعل دلو تونس ملآنا خيرا وبركة على فقراء بلدي …مارس برج الحوت …يا ربّ ضع نهاية لـ “حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت” …افريل برج الحمل … يا ربّ تكاد شريحة الخمل الوديع تنقرض في تونسنا ..والانكى ان يحمل البعض صفة الوديع وهو اقرب الى الوضيع …

ماي الثور … يا ربّ متى تنتهي لعبة الثيران المتناطحة من اجل علفها دون الالتفات الى شعب فقد العلف ..؟؟ جوان الجوزاء … دعوني آخذه من الفعل … الزواج او التجاوز .. يا ربّ قِنا الزواج العرفي بين السياسيين والذي هو وبكلّ التجارب لم يكن توافقا بل تنافقا …جويلية السرطان … العلم يتطوّر سنة بعد سنة والامل يقترب من ايجاد دواء ناجع لهذا المرض عافاكم الله ..نرجو ان تتواصل الابحاث ايضا لايجاد دواء عاجل للسرطان المتفشّي لدى العديد المرضى السياسيين والذين هم اخطر من السرطان نفسه …اوت الاسد … من حماقة وعهر الزمن ان يعتبر بعض ساستنا انفسهم اسودا ..وهم اقرب الى الضباع ..

سبتمبر العذراء …آه يا إلهي ما يؤلمني في بلادي انّ العديد فاحشوها واغتصبوها ودمّروا عذريّتها …اكتوبر الميزان … يوم يعود الميزان الى عدله سواء ارتفع بالتبر او بالتبن وقتها يبدأ العمران حسب مقولة تشرشل عند بعضهم ..حتى ابن خلدون شلّكوه … نوفمبر العقرب … هنا حدّث ولا حرج من العقارب والافاعي والثعابين في بلدنا ..عفوك ايتها العقرب فانت ليكس ولا تخبّش لا تنبّش امام سموم عديد العقارب عندنا …ديسمبر القوس … يا ربّ تونس مازالت تنتظر راميًا جيّدا يسدّد قوسه باتقان وحرفية وعدالة حتى يصيب الهدف المنشود …

اختم بالقول ..”لا تسألوا السماء ان تخلّت عنكمُ ،لا تسألوا الظروف، فالله يؤتي النصر من يشاء وليس حدّادا ليصنع السّيوف” .._ كلّ سنة ونحن معا نركب سفينة العلم والنور والعمل لنعيد تونس الى اهلها ..هي امانة في اعناقنا وعلى كلّ وطني غيور صادق ان لا يضيّع ولا يخون الامانة …

كلّ سنة ونحن نناضل نعمل نتعب ونشقى لنسعد يوما بهذه الامانة… 30 ديسمبر 2021 …