شعريار

قصيدة الأمّـة

نشرت

في

منصف الوهايبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رماد ضوئك هذا اللّـــــيل أم حجـُــــــبُ

      أم مــــاء حزنــــك منـــهـــلّ فمنسكــبُ

أطـــاعك الموت أم حــــطّ الأفول عــلى

       ذراك أم نهـــشت من لــحــمك الحقــبُ

ولم يزل لـــك في الآفـــاق متّـــــــســـعٌ

ولم يـــزل لـــــك في الآفـــاق مضطربُ

ومـــا طريـــقك في الآفــاق ملتبــــــــس

      ولا طريــــــــقك في الآفـــاق منشعــــبُ

رماد ضـوئك هـذا اللّــيل أم مــُـــــدُنـــي

      تـنأى وحـــلمي وراء الغــيب محتجــب؟

إنّــي أخو شــجن بــاد ومكتمـــــــــــــنٍُ

ومــاؤه في شغاف القلب منــسـرب

الــحزن برّأتـه مــمّا أحمّـــــــــــــــــلـه 

    حــتّى تحمّــــل قلبي بعض مـــا يــــــــهب

للحزن أســـماؤه عنــدي فكـــيــف إذن

     ينضاف منّي إلــى أسـمـائه الــعرب؟

الواقفون بظلّ الموت ما وقـفوا  

       كأنّـــما كنــــفاه الـــــــماء والعشُبُ

شدّوا عــــلى الموت أنـــــيابا وأفئــدة

         كأنّهم مـــنه أو هــــم  فيه قــد نشبوا

مِ البدء كان لهم فردوسهم ولهم 

         من حوره العين إن همّوا وإن رغبوا

الحاملات جرار النّور من عـــــــــدن

         وذوبهنّ كروم الشّــــام تــــــــحتــــلب

الواهبات وســادا خــافقا أبــــــــــــدا 

        للعاشقين وهنّ الخرّد الــــــــــــــــعُربٌ

كأنّــما الأرض كـلّ الأرض مـكّتهـم 

          تنهدّ في ساحها الأوثان والـنّــصُبُ 

وكلّما امتنعت هــبّوا ومــا انتظروا 

       أن ينضج التّــين أو أن ينضج الــعـنــب

دان الـزّمان لــهم والخيل مـــورية

          قدحا ودان وأفــراس الصّبا قصـب

كأنْ أبو لهب فيهم أبو لــــهــــب

         لم يصلَ نـارا ولا أودى بـه لهـب

كأنَّ” سورة تبّت” لم تكن نزلت

         ولا النبيّ بــنور الله  يخـتضـــــب

كأنّ عائشةً تسبى ومــــــــــاريـةً

كأنْ حريمُ نبيّ الله يـــــغــــتــصــب

كأنّ فاطمة الزّهـــــــراء كوثـَره

لم يستنر بسناها السّبعة الـنّجـب

كأنّّ مريم مــا هزّت بنخلتهـــــــا

      جذعا إليها ولـــم يسّـــاقط الرّطـــبُ

ولا المسيح على الصّلبان ينظرهم 

     ولا مساميرهم في جسمه نـُـشـُــبُ

كأنّما هي دقّت في الهـواء إذن

          وما همو قتلوا  عــيسى ولاصلبوا

كأنّما الله ـ جلّ الله خالقــنا

         يريـد  ضوءا لكي تُجلَى له الرّحـُـبُ

أهذه أمّــــــــة أم  أنّها أمـَــــة

أم هذه بقــر تسعى ولا ذنــَــب؟

يكفّن الـنّاس موتاهم إذا رحلوا

     ويرحلون وماء الحزن منـــــســكب

وهذه أمّــــــة مــــاتت ولا كفن

وليس يندبها إلاّ الألى نــــــدبـوا

رماد ضوئك هذا اللّيل أم مُدنـي

تدنو وجمرة حلمي منك تلتهـب؟

متاهة هي لا ضوءٌ ولا لـــــــغةٌ

تستقرئ الرّمل أو نار الألـى ذهبوا

إنّـي أرى حطبا فيها ولست أرى

نــارا وإنّـــي أرى نــــارا ولا حـــطــــــب

أهلا بهذاالزّمـان الذّئب منــحدرا

فيها وقرناه منـها الجمـر والغـضـب

يا عصرنا الحجريّ الأرض واقفة 

    ونحن فيها الـــــيرابـــيع التي تــــــــــثـــــب

ماذا سـنخسر في هذا الرّهان سوى

   أوراق توت وبيــــت سقفه قـــــصــــب!؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version