قيس يحقد على الماضي… والنهضة تستعد لفكّ الارتباط مع المشيشي…
نشرت
قبل 3 سنوات
في
منذ عشر سنوات وهم يبررون فشلهم بالأزلام…وبالمنوال التنموي القديم…فهل كان فيروس الكورونا من أنصار التجمّع أو عضوا في احدى شعبه؟ وهل وقف الأزلام في طريق الخلاص وخروج البلاد من أزمتها؟ واليوم يواصل أتباع “السكير البوعزيزي” ترويجهم لنفس الخطاب التحريضي من خلال الترويج لارتباط شامل كامل لفشل اليوم بتركة المنظومة السابقة…ولأنهم يريدون تبرير فشلهم في مقاومة الوباء وفشلهم في إخراج البلاد من أزمتها بكل قديم فإنهم يخرجون علينا وعلى الجميع مع كل اقتراب لأزمة حادة أو تغيير سياسي أو حكومي …
اليوم نستمع إلى دعوات الفتنة المندسة بين أسطر كل خطاب سياسي يسبق حدثا سياسيا هاما في البلاد…اليوم يواصل هؤلاء الأتباع من الذين لم يجدوا شيئا آخر يبررون به فشلهم غير إلصاق كل التهم وكل الموبقات بأزلام النظام السابق …أقول يواصل هؤلاء انتهاج نفس الأسلوب الإقصائي ودعوات الاجتثاث والتفرقة دون رادع ودون خطاب سياسي معتدل…ودون خطاب جامع حول هدف واحد “المصلحة الوطنية العليا”…
ساكن قرطاج والحقد على الماضي…
الغريب أيضا أن يتبنى ساكن قرطاج ضمنيا هذا الخطاب التحريضي من خلال ما يروجه أتباعه في خطابهم الاجتثاثي الرافض لكل اسم ونفس سياسي ساهم أو جالس أو عاشر أو عايش منظومات حكم ما قبل دخول الليالي السود… ويأتي “تبنى” ساكن قرطاج ضمنيا لهذا الخطاب من خلال صمته عما يروجه أتباعه في كل مواقع التواصل الاجتماعي…فالخطاب التحريضي والاجتثاثي الذي يروجه أتباع قيس سعيد يدعو صراحة إلى الانقسام…ويشجع على الفتنة …فهذا الخطاب يقصي نصف هذا الشعب من المشهد في قادم السنوات عبر خطاب عنصري واضح وصريح… فهل بهذا الخطاب سيخلّد قيس سعيد اسمه في تاريخ سكان القصر…لا أظنّ…كما لا أظنّ أنه سيكون قادرا على الوفاء بكل وعوده لأتباعه بالتحالف مع قوى الفوضى وأحزاب الفتنة والانقسام والخراب…فما يعيشه المشهد السياسي اليوم بتونس يعتبر ميزا عنصريا سياسيا ستكون عواقبه أكثر خطورة على البلاد من أي أمر آخر…فدعوات الإقصاء والاجتثاث والفتنة ستجرّ البلاد إلى ما حاولنا ونحاول جميعا تفاديه وتجنيب البلاد الوقوع فيه…لذلك على ساكن قرطاج أن ينتبه جيدا لما يصدر عن أنصاره وأتباعه…وعليه أن يعلن رفضه صراحة لهذه الدعوات…
فماذا سيفعل لو قرر كل الأزلام ومن جالسهم وصاهرهم ودعمهم وساندهم الصعود على الربوة والاستقالة من المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومشاهدة ما يجري في البلاد دون المشاركة فيه…ماذا سيحصل بالبلاد هل سيقدر هؤلاء الأغبياء وهواة الصراخ الثوري على إخراج البلاد مما هي فيه…وهل لهم القدرة على تسيير دواليب الدولة وتحمّل كل تبعات الحكم…لا أظنّ فجميعهم يخافون الحكم بمفردهم…ويهربون من تحمّل مسؤولية البلاد دون مساندة ومتابعة لصيقة من الأزلام وكفاءات المنظومة السابقة…ولا أظنّ أن من نراهم اليوم ومن نستمع إلى صراخهم دخلوا البلاد بعد دخول الليالي السود…فجميعهم ولدوا هنا…ودرسوا هنا…وتعلموا هنا…وكبروا هنا….وتزوجوا هنا…وأنجبوا الأبناء والبنات هنا….فلماذا يصرخون اليوم بكل هذا الغباء…وكأنهم ولدوا بعد الرابع عشر من جانفي 2011…بورقيبة مات رحمه الله….وبعده مات بن علي رحمه الله…فإلى متى يواصلون شيطنة من تحملوا أعباء التحرير والبناء والتحديث…وإلى متى يواصلون إلقاء مسؤولية فشلهم على بن علي وبن علي قد مات…وإلى متى يرمون بخيبتهم على وزراء بن علي… ووزراء بن علي هجروا المشهد وجلسوا في منازلهم يتابعون ما يجري على وسائل الإعلام…إلى متى يواصل هؤلاء حقدهم على أجدادهم…وعلى آبائهم…وعلى من علمهم …ومن أوصلهم إلى ما وصلوا إليه اليوم…إلى متى ينكرون جميل من تركوا لهم وطنا صالحا للحياة…إلى متى يحقدون…وينشرون سموم حقدهم …؟
النهضة والبحث عن فكّ الارتباط مع المشيشي ورفاقه … من أجل عيون قيس..
ماذا سيفعل هؤلاء جميعا غدا حين يطردون ساكن القصبة ليأتوا بغيره؟ وهم يعلمون أن لا أحد من الذين سيجلسون في قادم السنوات سينجح في إخراج البلاد مما تدحرجت إليه…فجميعهم أدركوا بعد فوات الأوان فداحة الخطأ الذي ارتكبوه بمعاداتهم لكل من انتمى للمنظومة السابقة….وجميعهم يحاولون انقاذ ما يمكن إنقاذه خلال قادم السنوات قبل انتهاء عهدتهم التي قد تكون نهايتها نهايتهم…فالنهضة ومن معها سيضيّقون الخناق خلال قادم الايام على ساكن القصبة بعد أن علموا أن أحد نواب العهدة السابقة هو الحاكم الفعلي للقصبة وهو من يحرّك كل دواليب الحكم من مكتبه بولاية مجاورة لولاية تونس ومن خلال شريكه أحد نواب هذه العهدة وصهره المتربّع على عرش دار الباي…فهل تنجح النهضة في إبعاد المشيشي من القصبة من أجل عيون ساكن قرطاج…؟ وهل تغامر النهضة بتحمّل تبعات الفشل الذي نعيش أقذر مظاهره بعد أن ورطت كل من شاركها سابقا في تبعات الفشل والخراب…؟؟ وهل تقبل بعض الأطراف مشاركة النهضة في مخططها الجديد الذي يهدف إلى جرّ الجميع إلى مربّع الفشل وتقاسمه معها بالارتماء في حضن ساكن قرطاج … في مشهد درامي خلاصته انتحار سياسي جماعي يخرجهم من المشهد في قادم المحطات الانتخابية؟ وهل يكون المشيشي قربان النهضة للوصول إلى حضن ساكن قرطاج ونيل رضاه؟