ألقاب وتوصيفات عديدة اُطلقت على مهنة الصحافة وقيل فيها وعنها الكثير …وانا في تجربتي المتواضعة صحفيا في المكتوب منها والمسموع والمرئي كنت من المتشبثين دوما بمقولة اعتبرتها مفصلية في تصوّري لهذا الميدان ايمانا وتنفيذا، وهي تلك التي تقول “بمقدور الرصاصة ان تقتل فردا ولكن بمقدور الكلمة ان تقتل شعبا” …
فهمت وقتها خطورة المهنة وفهمت ثانيا دور الصحفي في رسالته فهو امّا ان يكون من الملأ اي من حاشية السلطان يأكل ويعلف من علف السلطان حتّى ولو تبوّل عليه السلطان، او أن يكون واحدا من الشعب يلتصق به يسمعه ينطق بلسان حاله ويبحث معه عن الحقيقة كلّ الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ..وعندما استشهدت امس الكبيرة ابوعاقلة بحثت في سيرتها فتوقفت عند اجابة عن سؤال لها لماذا اختارت الصحافة قائلة “اخترتها حتى اكون قريبة من الناس”
نعم كان ذلك كوجيتو الكبيرة شيرين وهي كبيرة ليست لانها تشتغل بقناة لم تكن يوما كبيرة، بل لانّها وعبر تلك القناة عاشت مسيرتها قريبة من الناس من آلامهم كشعب محتلّ ..من دموع الثكالى ..من بطولات اشراف فلسطين ..من رصاص جيش الاحتلال الغاشم ..ولانّها قريبة من الناس نالت نصيبها مما يصيب الناس في فلسطين الحبيبة من رصاص .. طالتها رصاصة قناص وحشي تماما كما طال العديد من ابناء الشعب الفلسطيني الكبير منذ وعد بلفور …
أمثال شيرين ابو عاقلة وهم قلّة عندما ختموا لهم على صدورهم كلمة صحافة كانوا يدركون عسر وخطر مهامهم ..كانوا مؤمنين بانّهم اصحاب رسالة ..كانوا يعرفون انّهم من فيلق جيش لا يقلّ جدوى عن الجيش النظامي ..سلاحهم في ذلك الكلمة ..الايمان بالحقّ المشروع .والايمان بالقضيّة ..شيرين ابو عاقلة لم تمت ..الموتى الخقيقيون هم من ومن اجل حفنة مال باعوا ضمائرهم باعوا اوطانهم باعوا قضاياهم وباعوا الناس ..
المجد والخلود لشيرين واللعنة والخزي والعار للمتدثرين بعطاء البلاط . وغطاء البلاط .في زمن اصبحت فيه اغطية البلاط (على كلّ لون يا كريمة).
المجد والخلود للمناضلة شيرين التي اختارت ان تكون قريبة من الناس والخزي والعار لمن اختار ان يبتعد عن الناس ويمارس المهنة بمسموعها ومكتوبها ومرئيها باسلوب العادة السرية صحفيا كتابة وسلوكا ..