جور نار

كُرة “دانيمان إريكسون”… وكُرة مولانا وديع الجريء.

نشرت

في

الاخبار الجيّدة والدروس العظيمة تأتي دائما من شمال الكرة الأرضية… حتى في الرياضة. أول أمس السبت دارت إحدى مباريات المجموعة الثانية للدور الأول من بطولة كأس أوروبا لكرة القدم بين فنلندا والدنمارك وذلك في الملعب الشهير بكوبنهاغن( Parken Stadium ).

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

فقد تعرض في أواخر الشوط الأول من هذه المباراة نجم المنتخب الدانماركي كريستيان إريكسن لوعكة صحية خطيرة حيث سقط على أرضية الميدان فجأة مغشيا عليه، وهرع زملاؤه لمعرفة ما أصابه، قبل أن يتدخل الفريق الطبي ويحاول إنعاشه. وظهرت معالم الصدمة على وجوه لاعبي الدانمارك، خوفا على حياة زميلهم الذي يلعب في صفوف إنتر ميلان الإيطالي. وتم إيقاف المباراة رسميا، وباتت مهددة بالتأجيل في ظل وجود خطورة على حياة اللاعب الدانماركي كريستيان دانيمان إريكسن نجم الدوري الإيطالي ومنتخب الدنمارك لكرة القدم. فماذا وقع عندها؟؟

أوقف لاعب فنلندا المنافس اللعب مباشرة لانه شك لوهلة ان منافسه ليس على ما يرام … أما زميل اللاعب المصاب في منتخب الدانمارك و رغم أنه لا علاقة له بالطب فقد وضعه على جنبه بعد أن فقد الوعي كي لا يبلع لسانه أو يختنق بسوائله إن كان قد تقيأ .. فى نفس اللحظة يندفع الفريقان الطبيان المتنافسان الدانماركي يليه الفنلندي لتقديم الدعم و من الجهة المقابلة يظهر فريق الإسعاف الطبي راكضا ..

كل هذا فى ثوان … صاعق كهربائي وانعاش قلب و حقن مواد منشطة للقلب كل هذا على أرض ملعب كرة قدم… الصاعق يعمل لانه جرت صيانته و التأكد منه مرتين و ليس مرة واحدة .. الطبيب منتبه لانه يعمل فى وظيفة واحدة و يتقاضى ما يستحق و ليس مشغولا بالركض بين المستشفى والمصحات ليكدّس المال تكديسا … اللاعبون يحيطون بصديقهم فى دائرة ليخفوه عن الكاميرات ليحافظوا على خصوصيته حتى و الموت أقرب إليه من حبل الوريد .. وأفراد الفريق الفنلندي المنافس يقف بعيدا ويشكلون ممرا شرفيا يصفقون فيه لخصومهم عند استئناف المباراة ليمنحوهم الدعم والاحترام ..

والاهم الإنسانية .. الناس فى المدرجات يشعرون بحزن و ترقب لأنهم بشر حقيقيون … الموت عندهم حدث جلل .. الرياضة جعلت شعوب شمال الكرة الارضية أكثر رقيا وجعلتهم أناسا حقيقيين .. وفي أرض الله الجنوبية… تجد “خير أمّة أخرجت للناس” قد حوّلت الرياضة إلى حرب ضروس يقتل فيها القويّ الضعيف ويسحقُ فيها “وديع الجريء” فريق هلال الشابّة ومن ورائه مدينة بأسرها لا لشيء إلاّ لأنّ توفيق المكشّر لم يدخل بيت الطاعة و “عامل راسو من راس سي وديع”.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version