جور نار

لا معنى لجانفي دون الانسان..

نشرت

في

Pages Sont En Baisse à Partir Du Calendrier Détachable Et Symbolisant Le Temps Qui Passe Banque D'Images Et Photos Libres De Droits. Image 11644631.

تتوالى السنوات والاشهر في حياة الانسان عبر محطات زمنية شهرية … رسم معالمها آخرون منذ آلاف السنوات …واصبحت ونظرا إلى ما حفّت بها من احداث تمثّل رمزا بل وعقيدة راسخة احيانا بانّها ما كان لها ان تأتي الاّ في ذلك الزمن وتحديدا في ذلك الشهر ..

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

ننسب مثلا لشهر حزيران الهزيمة النكراء للجيش العربي امام العدوّ الصهيوني (جوان 67 ) وننسب لاكتوبر شهر الانتصار بعد سقوط خطّ بارليف (اكتوبر 73 ) وننسب شهر جويلية وبالتحديد 14 جويلية الى انتصار الثورة الفرنسية بسقوط حصن الباستيل وغيرها من الاحداث عبر التاريخ سواء الوطني او العربي او العالمي … ونحن وعلى ابواب جانفي جديد ننسب لهذا الشهر في تونسنا عديد التغييرات منذ حركة التحرير 18 جانفي 52 وانطلاق الثورة المسلحة وصولا الى جانفي 78 ..الى جانفي 84 الى جانفي 2011 ..واصبح شهر جانفي عندنا شهر الثورات بحقيقتها واوهامها …

حكاية تسمية الاشهر قديمة في اصلها… بل تعود الى سنة 750 قبل ميلاد المسيح ..وكانت انذاك 10 اشهر ..لا وجود فيها لجانفي او فيفري ..(اي اشهر قمرية انذاك) وسُمّي العديد منها انطلاقا من اسماء قادة وآلهة رومانيين …ولم تتم اضافة شهري جانفي وفيفري بشكل نهائي الا بطلب من الامبراطور يوليوس قيصر سنة 46 قبل الميلاد ..واغتنم المسيحيون هذه الاجندا الجديدة في القرن الثامن ميلادي ليعتبروا غرّة جانفي هو بداية السنة المسيحية باعتبار ذلك هو يوم ختان المسيح واعتبار يوم 25 ديسمبر هو يوم مولده …

ماذكرناه يُحيلنا للقول انّ الانسان منذ كينونته هو من يصنع التاريخ ويحدّد عدد وتسمية اشهره ..وهذا ينطبق على التاريخ الهجري وتاريخ العرب ايضا قبل الاسلام ..اذا لا وجود مثلا لشعبان ورمضان عند غير المسلمين ولا حتى عند العرب قبل الاسلام ..فشهر رمضان على سبيل الذكر كان يسمّى “ناتق” وشهر شوّال كان يسمّى “وعل” ولا وجود لجويلية الاّ بعدما جاء تكريما ليوليوس قيصر واشتقاقا من اسمه … نفس الامر بالنسبة الى شهر اوت و القائد اغسطس …ولن يكون مستبعدا بعد قرون ان نجد تسميات لجانفي من نوع شهر (الغازات المسيلة للدموع) وشهر جويلية شهر الحرقة ..وديسمبر شهر الولاّعة _ ومارس شهر ربيع الخراب …

اختم بالقول ..لا معنى فعليا لاسم ايّ شهر او ايّة سنة باستثناء جانب التقويم فيها للحساب ..ولا معنى ان تكون تهانينا بعضنا البعض بسنة جديدة نترجاها ن تكون مرادفا للسعادة والوئام وبحبوحة العيش ..نحن من نصنع من الايام والاشهر والسنوات حلوها ومرّها سعادتها او شقاءها بحبوحة عيش او فقدان حليبها …وخبزها! .

نعم اقدار الخالق لا يمكن انكارها ولكن قدر المخلوق ايضا ان يعمل جاهدا من اجل الافضل له ..لدائرته الضيقة والواسعة …ولبلده …لا تسألوا السنين ان تخلت عنكُمُ لا تسألوا الظروف ..فالله يؤتي النصر من يشاء .. وليس حدّادا لديكم يصنع السيوف ..

كلّ سنة ونحن معا اليد في اليد من اجل بناء تونس افضل تونس الوعي والعلم والعمل ..تونس التي نحبها والتي لن يصنعها احد مكاننا ..

29 ديسمبر 2022

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version