جور نار

لست وحدك … حبيبها

نشرت

في

…حبيبها أنا أيضا هذه الأرض حمّالة الإثم لأبنائها ! ..

حمّالة الحطب لنيران تأكل القلب الذي سكنت منه الحنايا..

حمّالة الوجع …

<strong>منجي شلباوي<strong>

تأكل أعمارهم و تقصف خطاهم !

أرض أبو القاسم الشعب و الحياة و القدر تفعل ذلك !

أرض الجويني الياسمينة و اللي تعدى وفات و مكتوب يا مكتوب …

تفعل ذلك !

أرض آمال الحمروني و نخلات وادي الباي التي ٱستظلت بها تونس و البسيسة التي استقات منها البحث الموسيقي للعيش بكرامة…

تفعل ذلك أرض المسعدي السد و أولاد أحمد و بن عياد وبقية المجذوبين من نواصيهم إلى عتبة الحلم والجنون و الخبل تفعل ذلك !

يؤلمني هذا الوطن المرتجف…

فقط لأنني كنت يوما أحبه !

صرت أخافه ! أحببت البناءات القديمة و الممرات القديمة و الأصوات القديمة الضاربة في المجد و الخلود…

أحببت وجوه الصباحات الباكرة الذاهبة إلى كل زوايا الروح و ثنايا القلب للعمل و الفعل و مواجهة قطار الحياة!

أدمنت وجوها صارت ذكرى…

و ملامح صارت هباء منثورا…

و أصواتا أصبحت قصة للأمس !

هذا البلد…

صرت أخافه …

لقد أصبح غربة مؤبدة …

أصبح هذا البلد غربة حقيقية ..

و يزداد غربة و قسوة يوما بعد يوم…

كيف يصبح الوطن غريبا و حملا ثقيلا ؟!

نعم…

معادلة صعبة بيني و بينه !

ما بيننا جنون عاقل و موج هادئ و نار باردة …

لغة الروح لا تخطىء…

و ذاكرة الروح لا تنسى …

الوطن إذا ما ملك ملأ …

وإذا آوى داوى ….

و إذا أحب أحيا …

هذا الوطن لم يعد يفعل ذلك !!

تعليق واحد

صن نار

Exit mobile version