تابعنا في الحلقة الماضية كيف ان الثورة أخذت منعرجا كبيرا محفوفا بالمخاطر كما كشفت بعض المعطيات المرافقة لانتفاضة الشعب ـ رغم غموض بعضها ـ انها تتحرك ضمن عمليات ممنهجة مثل حرق مراكز الأمن بكامل البلاد ونشر كل وثائقها الادارية و السرية في الشوارع وافراغ السجون من الاف نزلائها.
جل هؤلاء كانوا من مساجين الحق العام فيما تعددت حالات النهب وحرق مقرات الحزب الحاكم والسيارات واستهداف المساحات التجارية و المصانع و المستودعات البلدية لسرقة الدراجات النارية … ولكن المعطى الأكيد ان وراء بعض هذه الأعمال الممنهجة مخربين و قناصة من الخارج و الداخل أيضا … والسؤال الذي يتطلب الإجابة، هو أين راح القناصة الذين تم تسليمهم للجيش وما هو مصيرهم؟ و الجواب سيحدد أكثر من حقيقة …
وقد طُرحت التساؤلات لدى أعلى هرم السلطة و توجس الرئيس السابق بن على من أحد الجنرالات، و قام بنزع سلطاته يوم 12 من شهر جانفي أي يومين فقط قبل تسفيره بعد اخر اجتماع أمني … تجمع اكثر من عشرين الف متظاهر بشارع بورقيبة امام حراسة مشددة بوزارة الداخلية. و تم سماع طلقات نارية صادرة من المباني المقابلة للوزارة…
كان المتظاهرون من كل حدب وصوب يرفعون اصواتهم بـ “حماة الحمى” تارة و “ديقاج” تارة أخرى مع ردود فعل عنيفة من قوات الأمن التي ألقت بقنابل الغاز المسيل للدموع و وقعت عديد الاعتداءات لكن المظاهرة الشعبية تواصلت باكثر فوة الى حدود السادسة مساء عندما وصلت للعموم أخبار “هروب’ بن علي …
وقد أثيرة نقط استفهام عدة حول هروبه الطوعي أو اجباره من لدن الجنرال السرياطي على الهروب خوفا على حياته أو ضمن تحاليل أخرى مستبعدة. خاصة ان السرياطي تحدث عن معلومات وصلته بوجود خطة في القصر تقضي باغتيال بن علي و مصدرها المخابرات الانكليزية …