جور نار

لن أدخل الخلوة اليوم !

نشرت

في

اليوم ليس يوما خاصا وليس يوم عيد كما لن يكون يوما انتخابيا بالنسبة لأكثر من ثلاثة أرباع سكان هذه البلاد الموجوعة…هؤلاء لا يعترفون بما يسمونها “ثورة 17” ولا حتى بما يسمونها “ثورة 14″…لذلك يرفضون الاحتفال مع من يحتفل بهذه المناسبة…يرفضون الاحتفال بثورة لم تجلب خيرا للبلاد بل جلبت معها الخراب والحقد والبغضاء والفتنة…ولم تغيّر شيئا من حال البلاد ولم تصلح أمرا واحدا من أمور البلاد…

<strong>محمد الأطرش<strong>

سأسأل أنا الذي اتفق مع كل الرافضين لدخول خلوة الاقتراع اليوم ولمن يرفضون من يسمونها “ثورة 17″…سأسأل من يفاخر بما حققته “ثورتهم” ومن يفاخر بما أتاه “انقلاب” 25 جويلية بعدها والذي جاء زاعما إصلاح اعوجاجها… وسأسأل من يفاخر بما تعيشه البلاد منذ ذلك التاريخ …واسأل أيضا من يصرون إلى يومنا هذا على إيهامنا بأنهم طالع خير على هذه البلاد وسكانها…ومن يوهمون أنفسهم ان الشعب يحبهم ويعشق السماع لما يقولون، ويتلذذون بما يقررون ويفعلون ويصرخون…ويزعمون…أسألهم وأقول: كم حققتم مما وعدتم يوم خرجتم علينا كالتتار؟ كم شغّلتم من عاطل عن العمل وأنتم من رفع شعار التشغيل؟؟ كم أنجزتم من مشروع وأنتم من رفع شعار التنمية؟؟ كم رفعتم من مظالم وأنتم من رفع شعار العدالة؟ كم أنجزتم من طريق؟؟ كم أطفأتم من حريق؟؟ كم أنجيتم من غريق؟؟ كم مشروع شيدتم؟؟؟ كم مشروع أنجزتم؟؟ كم مستشفى فتحتم؟؟ كم فقير مريض عالجتم؟؟ كم فاسد سارق حاسبتم؟؟ كم مدرسة فتحتم؟؟؟ كم سجن أغلقتم؟؟ كم وجع أسكنتم؟؟ كم عائلة من الفقر المدقع أنقذتم؟؟ كم مواطن عن الإحباط أبعدتم؟؟؟ كم شاب بما تأتونه أقنعتم؟؟ كم جريح عالجتم؟؟ كم متحيّل حاسبتم؟؟ كم مواطن أسعدتم؟؟ كم…وكم…وكم…أنتم لم تجلبوا لهذا الشعب وبقية الشعوب العربية غير الغمّ…ولم تنجزوا غير “الجثث” وأودية من الدم…مشاريعكم حقد…وهمّ…وغمّ…

أسأل من جاؤونا يوم 25 جويلية يوهموننا بالإصلاح …كم علاقة مع بعض الدول أفسدتم؟ كم موقف اثار حفيظة اشقائنا اتيتم؟ كم تصرف جلب لنا الامتعاض من إخوتنا ارتكبتم؟ في كم قمّة فشلتم؟ كم مواطن ظلمتم؟ كم حرية سلبتم؟ كم مسافر منعتم؟ كم بريء اتهمتم؟ كم قرار خاطئ قررتم؟ كم شعار زائف رفعتم؟ كم قطاع خربتم؟ كم مؤسسة اغلقتم؟ كم وعد وهمي قطعتم؟ كم قطاع أفلستم؟ كم مشروع أحبطتم؟ كم إصلاح أنجزتم؟ كم استثمار وأدتم؟ كم منتوج ناقص أوجدتم؟ كم دواء مفقود وفرتكم؟ كم فقير معدم أعنتم؟ كم مظلوم أنصفتم؟ كم فاسد كشفتم؟ كم فرصة للمصالحة ودرء الأسوأ أهدرتم؟

هذا الشعب أصبح اسيرا لحربه اليومية ضدّ أوجاعه الحياتية…هذا الشعب أصبح يئن من ثقل ما ألقت به سياسات حكومات ما بعد 2011 وما بعد 25 جويلية على ظهره بحجة استفحال الأزمة الاقتصادية… ارتفاع الأسعار وانسداد الأفق والإحباط والياس من الخروج مما نحن فيه قصمت ظهر هذا الشعب… فوطننا كان آمنا رغم بعض أخطاء حكامه…مستقرا رغم هشاشة اقتصاده…يرنو إلى التغيير والإصلاح رغم ضعف امكاناته…يطمح للالتحاق بركب الحداثة والتقدّم…وطننا ذبحوه من الوريد إلى الوريد… جففوا منابع الحياة والعمل والإنتاج فيه بحقدهم…

كل هذا وتريدون مني اليوم أن أدخل الخلوة لأنتخب من سيزيد من أوجاعي…لا…لن أفعل قبل ان يعود وطني كما كان…وطني الذي احتاجه ويحتاجني…وطني الذي أحبه ويحبني…وطني الذي أداويه ويداويني…وطني الذي أبكيه ويبكيني…وطني الذي يحضنني …ويحميني…وطني الذي حين يؤلمني …يشفيني…ويعيد لي بعد الشكّ يقيني…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version