عمر أبو ريشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطُ أخـتي لم أكن أجهله
إن أخـتي دائماً تــكـــتب لي
حدثتني أمس عن أهلي وعن
مضض الشوق وبُعد المنزل
ما عـساها اليوم لي قائلة؟
أيُّ شيءٍ يا تـرى لم تقـلِ
وفضضـت الطرس لم أعـثر على
غـير سطرٍ واحدٍ مختزلِ
وتهجيت بجهدٍ بعـضــه
إن أختي كتبت في عـجل
فـــيه شيءٌ عـن عليٍّ مـبهــمٌ
ربـما بعـد قليل ينجلي
وتــوقفتُ ولـم أتممْ وبـي
رعــــشاتُ الخائف المـبتهل
وتراءى لي عـليٌّ كاسياً
من خـيوط الفجر أسنى حُلَلِ
مـرِحَ اللفـتةِ مزهو الخطى
سلس اللهــــجة حلو الخجل
طـلعةٌ استقـــبل الدنــيا بها
نــاعم البال بعـيد المأمل
كم أتى يشــرح لي أحلامه
وأمـانيه على المسـتقـبل
قـال لي في كـبرياء إنـــه
يعــرف الدرب لعـيش أفـضل
إنه يكره أغلالي التي
أوهـنت عزمي وأدمت أرجلي
سوف يعطي في غـدٍ قريته
خبرة العـلم وجهـد العمل
وسـيبني بيـته في غايةٍ
تـترامى فـوق سـفح الجبل
وســأعتز به في غـده
وأراه مثلاً للرجــــــل
عـدت للطرس الذي ليس به
غير سطرٍ واحدٍ مختزلِ
وتجــالدتُ لعـلّي واجد
فيه ما يـــبعد عـني وجـلي
وإذا أقـفل معناه على
وهميَ الضارع كل الســبل
غـرقت عـيناي في أحرفه
وتـهاوى مِزقاً عن أنملي
قـلبُ أختي لم أكن أجهله
إن أخـتي دائما تحسن لي
ما لها تنحرني نحـراً على
قـولـها مات ابنهـا .. مات علي