ماذا كسبنا حقّا من 25 جويلية؟

الآن وبعد أن خرج منتخبنا الوطني من كاس العالم و عاد بخفي جلال القادري ومن معه …وصفّق بعضنا للانسحاب بحجة فوزنا على منتخب فرنسا…فهل ذهبنا هناك لمجرّد الفوز والتفاخر بالفوز على أبناء ماكرون؟

الآن وبعد ان تمّ استعمال كل آليات الإلهاء وتحويل وجهة الراي العام عن الأزمة التي استفحلت…وعما قد تصل إليه البلاد…وعن الفشل الشامل الكامل للمنظومة الحاكمة اليوم وعجزها كليّا عن إخراج البلاد مما هي فيه وإنجاز وعد واحد مما وعدت به الشعب …

 جماعة 25 جويلية وما بعده من عهدة الهراء والتخاريف والتجاويف الكلامية تفاخر بعهدها الأجوف وكأنها أنقذت البلاد من السقوط ومن الإفلاس…ماذا فعلوا لهذا الشعب؟ سيقولون أنت من منظومة ما قبل 25 جويلية…سأقول أنا من منظومة تونس التي بناها بورقيبة ومن أخذ عنه المشعل…أنا من منظومة بنت وشيّدت وصنعت مجد البلاد…ولست من الذين أفسدوا في الأرض…ولا من الذين استغلوا مواقعهم…ولا من الذين ظلموا …ولا من الذين يبحثون عن مكان في قصور الحكم…لكن أنتم من أنتم؟

ماذا أنجزتم مما وعدتم؟ ماذا فعلتم منذ وصلتم؟ ولهؤلاء الذين يفاخرون بالفراغ والفشل أقول ماذا قدّم من تفاخرون بهم وتصرخون بأسمائهم للوطن، بماذا أفادوه؟ هل كشفوا فسادا واحدا في البلاد بعد أن اشتبهوا في كل العباد؟ هل جاؤوا بدليل واحد عن اتهاماتهم لخصومهم؟ يخرج علينا جماعة منابر لعق الحذاء ومن لفّ لفهم من أبواق المنظومة المنشقّة عن منظومة 2019 ليفاخروا بعهدهم وليكذبوا حقائق خالية من التزييف…عن أي عهد تتحدثون…ماذا فعلتم…البلاد تئن …تتوجع…تصرخ…والشعب بدأ يستعد للجوع والخصاصة…والهروب من جحيم وطن مخدوع…هاتوا لي إنجازا واحدا يحسب لهذا الجزء المنشق من منظومة 2019…هاتوا لي خيرا واحد أسعد الشعب المنكوب…ماذا أنجزتم؟ سيجيبونك…أطرد مولانا حركة النهضة من الحكم…وأطرد قلب تونس رمز الفساد من الحكم….وأبعد ائتلاف الكرامة من الحكم وضربهم على قفاهم…وأعاد عبير لحجمها الحقيقي…

يا جماعة أتعتبرون كل هذا حقّا إنجازا يفاخر به من أتاه؟…لا …”هذا كعك ما يطيّر جوع” ماذا لو يعودون إليكم بعناوين أخرى مع أحزاب أخرى…وسيعودون وأراهنكم…وتجدون أنفسكم في نفس وضعهم اليوم وربما اسوأ…؟ ماذا لو خرج عليكم الشعب غدا ليقول لكم فشلتم…”راكوا على جنب” بعضكم يتوهّم بأنكم أغلبية هذا الشعب…يا لخيبة أوهامكم وسذاجتها…لا أحد يمكن له اليوم أن يجزم أنه أغلبي وأنه سينتصر وسيسحق كل خصومه غدا…ألم تدركوا اليوم أنه ما لم تحققوا نسبة نمو برقمين…ولن تفعلوا…وما لم تخلقوا مئات الآلاف من مواطن الشغل للعاطلين بجميع أصنافهم…ولن تفعلوا…وما لم ترفعوا المظالم عمّن ظلموا…ولن تفعلوا…وما لم تصلحوا حال البلاد…ولن تفعلوا…وما لم تعترفوا أنكم ظلمتم البعض ونكّلتم بالبعض الآخر…ولن تفعلوا…وما لم تعترفوا انكم جئتم حاقدين على جميع من سبقكم …ولن تفعلوا…وما لم تقضوا على التهميش والفقر والمجاعة…ولن تفعلوا…وما لم تتخلوا عن سياسة اتهام الجميع وشيطنة الجميع مصيركم معلوم…

غدا ستخرجون من الحكم…لأنكم فشلتم…وسيتواصل فشلكم…وقد يذهب بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه…ولأننا نحب البلاد أكثر منكم…وخدمنا البلاد أكثر منكم…وصنعنا مجد البلاد أكثر منكم…وشرفنا البلاد أكثر منكم …سنقول لكم عودوا إلى وعيكم ما هكذا تصلحون حال البلاد والعباد…وأنتم …أنتم فقط من سيتحمّل تبعات كل فشل قادم وكل انهيار قادم…وكل خراب قادم …كفاكم حقدا…وكفاكم شماتة…فنحن اليوم اكثر شعوب الأرض كرها لبعضها البعض…واكثر شعوب الأرض سعادة لمأساة ووجع بعضها البعض…كفاكم زرعا للأحقاد…فالأحقاد لا تنبت زرعا…ولن يذكر التاريخ أصحابها… فلا تتركونا نعيش سوداوية ما قاله الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب في بعض أبياته حين قال:

مهلا بني عمّنا مهلا موالينا *** لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

لا تطمعوا أن تُهِينُونا ونُكرمكم *** وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا

مهلا بنى عمّنا من نحتِ أثلتنا *** سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا

الله يعلم أنّا لا نحبّكُمُ *** ولا نلومكم ان لم تحبّونا