جور نار

متطلبات إضافية لمواجهة المافيا والثورة المضادة

نشرت

في

لاحظنا خلال السنوات الماضية اخلالات بل اغلاطا يمكن نعتها بالاجرامية تجاه الشعب، تجسمت مثلا في عجز محسوس عن تخزين صابة الحبوب القوت الاساسي للناس و الذي نلتجىء الى استيراد جزء كبير منه بالعملة الصعبة. من اوكرانيا أو غيرها … في حين ان أرض تونس المعطاء يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل أنواع الحبوب قمحا و شعيرا …

<strong>محمد الزمزاري<strong>

لقد شاهدنا اكداس القموح المتراكمة على الأرض اثر ما منّ به الله علينا من غيث نافع، و ذلك بسبب العجز عن تخزين كميات من المحصول الوطني … بل يمكن ان نذهب الى ادق من ذلك اذا عرفنا بأن بعض الخزانات كانت فارغة و لم يتم استعمالها للتخزين … و هذا يطرح عديد الأسئلة عن الاطراف المعادية للبلاد و التي ترغب في مزيد تجويعها و تفقيرها ..عار على وطن له ما له من الاراضي المنتجة، و لا يرغب حتى في تحقيق الاكتفاء الذاتي لشعبه ! ..

اليوم نحن امام صابة جديدة، و امام مصيبة معها … وعلينا التعجيل بمواجهة تاثيرات الحرب بين روسيا و اوكرانيا اولا، و ضمان تخزين الحبوب لمدة لا تقل عن سنة … ثانيا، الاسراع بمواجهة احداث ممكنة و مفترضة أو اطالة فترة الحرب بين الطرفين … و يكون ذلك ضمن مخطط باولويات البلاد وهو توسيع مساحات الزراعات الكبرى في كل الجهات التي تسمح بذلك و تنويع زراعات القمح اللين وغيره، و القضاء على معضلة البذور و الاسمدة، و اسداء تشجيعات للمنتجين …

أما على مستوى التخزين، فيستوجب الأمر التعجيل بتركيز خزانات تتسع لأضعاف أية صابة محتملة و تسهيل عمليات الخزن امام الفلاح المنتج … ويبدو من خلال بعض المعلومات الصادرة باحدى وسائل الاعلام ان اطرافا من المافيا التي تقودها جهات منظمة، تقوم منذ اسابيع بمحاولة السيطرة على حصاد هذه السنة عن طريق ترغيب فلاحي الزراعات الكبرى و المتوسطة بـ'”تحضير ” موسم الجني مقابل اغراءات مالية مسبقة.

ان الهدف الذي يمكن استشفافه من هذه الحملة المريبة الجديدة هو السيطرة الكاملة على صابة القمح و التسبب إما في الترفيع الاقصى لأسعار الحبوب و مشتقاتها، أو تجويع المواطنين عبر فقدان الحبوب من المطاحن و الأسواق اصلا… و الغرض طبعا هو للدفع نحو انتفاضة جياع على ااعلى هرم السلطة …

ان تتدارك هذه المصيبة القادمة و تتصدي للمؤامرة يعني الاسراع بفتح تحقيق عاجل لتحديد الاطراف التي تسعى للاستحواذ على صابة الحبوب من الآن، و ضبط الفلاحين الذين سقطوا في فخ هؤلاء بدافع الحاجة الى تغطية مصاريفهم ..

هذه الاطراف تدرك جيدا حاجة البلاد الى كميات اصافية من الحبوب امام إيقاف عمليات التزوّد الخارجي بسبب الحرب الروسية الاوكرانية كما ذكرنا ..و لنتذكر ان نفس الايدي القذرة لم تتوان سابقا عن حرق محاصيل الحبوب في عديد المساحات، و اليوم هاهي ذا تتحفز لنشر مجاعة في وطن لم تؤمن يوما به

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version