تابعنا على

فُرن نار

مثلها مثل روسيا … هل كلّت الولايات المتحدة من طول الحرب الأوكرانية؟

نشرت

في

الحرب الروسية الأوكرانية قراءة في الخطاب الأكاديمي الأمريكي مجلة السياسة الدولية

منذ أن انطلقت الحرب الروسية الاوكرانية كانت جل الأطراف ابتداء من موسكو إلى البيت الأبيض تؤمن بأن هذه الحرب ستكون قصيرة والهدف من إرسائها بصورة مباشرة او غير مباشرة سيخدم إما روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية و معها دول الناتو…

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari
<strong>محمد الزمزاري<strong>

حدث ذلك منذ سنة 2014 حين بدأت ترسانة الأسلحة بأنواعها تحيط بحدود الدولة الروسية ضمن خطط لخنقها واستشراف حرب ممكنة او حتى حامية لاحقا. لم يمر هذا الأمر على الروس وكان لا بد من استعراض مماثل للقوى و الدفاع عن كينونة دولة عظمى تخطط أيضا لاسترجاع بعض المناطق الناطقة بالروسية و القضاء على المجموعات النازية الاوكرانية … هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن موسكو ترى أيضا ان امنها الاستراتيجي يفرض عليها الدفاع عن نفسها طبقا لخطط جيوسياسية و عسكرية تواجه بها الغرب و الولايات المتحدة الساعية إلى احتواء اوكرانيا عبر الناتو ..

استعادت روسيا جزيرة القرم ..وتحركت لاسترجاع المناطق الأخرى التي تتبعها لغويا و وطنيا منذ ما قبل انقسام الاتحاد السوفياتي … لعل موسكو كانت تخطط لاسترجاع بعض المناطق بصورة خاطفة وهي تفترض بأن الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لن يتحرك لدعم الجيش الاوكراني … أو الاشتراك إلى جانبه مباشرة في مخطط ينفذ استنزاف روسيا عسكريا و اقتصاديا خاصة، بهدف إزاحتها من طريقها إلى أم الحروب ضد الصين. و ربما ستمر الحرب المذكورة عبر جزيرة تايوان كتبرير للدخول في الحرب المنتظرة .

بيد أن الحرب الروسية الاوكرانية طالت و تجاوزت مخططات العملاقين روسيا و امريكا ووراءها المعسكر الغربي وأصبح الاستنزاف يستهدف الجميع ..أوروبا التي تأثر اقتصادها إلى حدود اشتعال مشاكل و انتفاضات اجتماعية بسبب غلاء المعيشة كما أثرت الطلبات المستمرة للرئيس الاوكراني الصهيوني إلى حدود انهكت الغرب و حتى الولايات المتحدة ..كل هذا زيادة على الازمات العالمية المتعلقة بالغذاء …

الروس يستعجلون الحسم في هذه الحرب والأمريكان ودول الناتو يتطلعون إلى الانتهاء من الحرب و ينزلون بكل قواهم لحسمها عبر جهود انهكت اوطانهم و شعوبهم .قبل استنزاف روسيا .. و.يبدو جليا أن الروس مصممون على حسم الحرب لصالحهم وخلال أواخر هذا الربيع بعد استرجاع المدن الاستراتيجية … بينما تسعي الولايات المتحدة و الناتو إلى إحباط المخطط الروسي لفرض مفاوضات متعادلة و محاولة إنهاء حرب كلفتهم اكثر مما يتوقعون … ويحتملون.

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فُرن نار

الأوضاع بليبيا… هل لاح نور الأمل في اخر النفق؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

صراعات القوى الداخلية والخارجية وحتى الجماعات الإرهابية و بؤر المخابرات الغربية والامريكية وحتى الصهيونية او المطبعة معها، تنهش الجسم الليبي وتزيد في صعوبة حصول الناس على عديد المتطلبات خاصة الأمنية و الاجتماعية، وتنهك الاقتصاد خاصة أن موارد النفط لا تحكمها جهة محلية تسعى لتحسين أوضاع المجموعة…

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

في ظل هذه الأوضاع برزت خلال اول سبتمبر قوة ضاربة تعلن عزم نسبة كبيرة من الليبيين ايقاف نزيف كل هذه البؤر والصراعات لصالح منظومة معمر القذافي التي يمثلها نجله المعروف بطبعه المتوازن وثقافته العميقة… وقد خرجت جموع من الناس هناك للاحتفال بالفاتح من سبتمبر بكثافة تؤشر لموازين قوى جديدة في المواعيد الانتخابية القادمة … كما يشار إلى أن هكذا احتفالات أثارت حفيظة عدد من القوى التي تسيطر على الوضع الليبي لضمان موطىء قدم في محاصصة الثروات.

و زيادة عن التحركات الاستخباراتية الغربية و الخليجية المعروفة بدعم الجماعات الإرهابية، سارعت تركيا بزيارة محميتها الخاضعة للدبيبة حيث تم اللقاء السريع والهام لتدارس الوضع و “دعم التعاون الثنائي” …أمام الليبيين عديد المصاعب قبل فرض الأمن و ازدهار الاقتصاد لعل اهمها القضاء التام على المجموعات الإرهابية و تجميع كل الأسلحة لدى السلطة و وضع تشريعات جديدة بخصوص حمل السلاح.

ثانيا : إعادة استقلالية الدولة الليبية و “تقليم” مخالب التدخلات الأجنبية

ثالثا: إعادة توحيد كامل الشراذم الليبية شرقا وغربا شمالا و جنوبا في إطار التعاون والدفاع عن تلك الرقعة.

رابعا: تجميع موارد البلاد في أيد أمينة لاعادة الرفاه لكافة طبقات وفئات المجتمع.

هذه و متطلبات أخرى تقع اليوم على كاهل من يملكون قيادة الجارة حاليا فلا الأتراك سيضحون من أجل ليبيا و لا غيرهم سيتنازل عن مصالحه لإيقاف النزيف الحالي.

المطروح اليوم تنظيم انتخابات رئاسية و تشريعية غير فاسدة و على الشارع الليبي اختيار من يراه مناسبا حتى لو كان من يقع عليه الاختيار اسمه سيف الإسلام القذافي …

أما إذا نجحت القوى الظلامية التي نشرت الإرهاب و العنف، و القوى الغربية التي اغتالت معمر القذافي ولا ترغب في رؤية دولة بليبيا، فإن دار لقمان ستبقى عشرات السنوات الأخرى على حالها ان لم يكن ادهى …

أكمل القراءة

فُرن نار

بين الصهيونية الكلاسيكية والصهيونية الجديدة وتداعيات العصر

نشرت

في

محمد الزمزاري:

الصهيونية في مفهومها العام وأهدافها التكتيكية و الاستراتيجية ترتكز على منهجية واحدة ممثلة في القضاء على الاخر للظفر بمكانه، كما تؤمن بالمجازر وكل طرق القضاء على الفلسطينيين وتهديدهم ودحرهم وافتكاك منازلهم وتسليمها إلى من تستجلبهم من يهود او اشباه يهود (اشخاص من اصل غير يهودي ولكن تم منحهم الجنسية الاسرائيلية) من أوروبا وامريكا و حتى افريقيا.

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

وبناء على بعض المراجع الاحصائية فإن العدد الأوفر من اليهود هم بالولايات المتحدة الأمريكية ويتجاوز عددهم الذين في الارض المحتلة، تليها ألمانيا ثم فرنسا وإنكلترا. وهذه التجمعات تكوّن في شتى البلدان المذكورة لوبيات ضغط على الحكومات المنخرطة اصلا في ترسيخ كيان صهيوني قوي ورادع بالشرق الأوسط. وقد عرفت الصهيونية منذ احتلالها بدعم إنكليزي للأراضي الفلسطينية، بعقلية نازية دموية وعنصرية دينية راسخة، مع بعض الاستثناءات الشاذة كإحدى فرق اليهود الارتودوكس الذين يعتقدون عقائديا ان “الرب فرض على جميع اليهود التشتت بالعالم” و ان استقرارهم في اي (وطن قومي) يعد محرما ..

ويجدر التذكير بأن الصهيونية منذ احتلالها لفلسطين مارست ابشع المجازر و عمليات التشريد وافتكاك الأملاك عبر عصابات متعددة ممنهجة لعل اهمها دموية ميليشيا “الهاغاناه” التي ارتكبت عددا كبيرا من المذابح مثل “دير ياسين” و “كفر قاسم” وغيرهما و تحولت في ما بعد إلى نواة لجيش احتلال هاهو يواصل نفس السياسة بغزة و حتى الضفة الغربية. لكن بين الأمس و اليوم ماذا تغير في العقلية العصرية للصهيونية؟

ان المتأمل في تاريخ الصهيونية منذ احتلال فلسطين يرى ان السنوات الأخيرة شهدت مزيدا من التصلب باتجاه الفكر النازي و صعود اليمين المتطرف وكذلك يبدو أن التطرف لا يتعلق فقط بالسلطة الحاكمة وحتى المعارضة باسرائيل بل أيضا بالسكان ويتجلى ذلك بأكثر وضوحا لدى المستوطنين وممارساتهم التي تتفاقم وحشيتها.

وبدقة اكثر تطورت وحشية الممارسات الصهيونية تبعا لتطورها الزمني و المرحلي من الصهيونية الكلاسيكية (بن غوريون، شيمون بيريز، غولدا مائير، ميناحيم بيغين، يتسحاق رابين…) إلى “صهيونية محافظين جدد” اكثر تطرفا وعنفا. ولعل دواعي التطور النازي للمنظومة الصهيونية اعتمد على مرحلتين هامتين من تاريخ احتلال فلسطين بدأت أولاهما في دعم موطىء القدم و خلق كيان متقدم و جيش “شعبي” و عسكرة كل مؤسساته بدعم متواصل من الغرب الذي وقف معها في حربها سنة 48 ثم الثانية سنة 56 والثالثة سنة 67 ثم الرابعة سنة 73 وهكذا… وطبيعي ان تنتهي تلك الحروب عموما لفائدة الصهيونية المدعومة عسكريا و لوجستيا و استخباراتيا عن طريق الأجهزة المتطورة البريطانية والفرنسية ثم الأمريكية.

أما المرحلة الثانية أي الصهيونية الجديدة فقد سكنت قياداتها توجسات عميقة من شبح فناء “دولة اسرائيل” وان كانت المجازر و تدمير البيوت على رؤس ساكنيها و اغتيال القادة هو ما تقوم به المنظومة منذ احتلالها لفلسطين لا العكس، فإن الصهيونية الجديدة قد اعتمدت على حشد فكرة “البقاء للاقوى” واكتسحت العقلية الأكثر تطرفا كل سكان الكيان قبل أن تنتصب حكومات أشد تطرفا وايضا حلما بالتوسع ابتداء من تهجير اصحاب الأرض الفلسطينيين عن طريق المجازر و الدمار و الدفع نحو سيناء. غير أن هذا المخطط فشل حاليا ولو بعشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين.

غلطة نتنياهو

إن رئيس الحكومة الصهيونية المتطرف و المحاط أيضا بزمرة من اليمينيين المتطرفين لم يضع في حساباته عددا من المعطيات التي افرزتها المرحلة مثل:

جهوزية المقاومة و مواصلة تصديها وسعيها الحثيث لاسقاط الجيش الصهيوني في عمليات استنزاف متواصلة.

ثانيا: ان فصائل المقاومة المدعومة من إيران مثل حزب الله و اذرع اليمن و العراق وسوريا قد نجحت في خلق خطر حقيقي على وجود الكيان رغم الدعم الأمريكي والغربي، بتجهيزاتها العسكرية العصرية و تبنيها حرب الاستنزاف بعيدا عن الحرب النظامية مما يخلق انهيارا متزايدا لمعنويات مستوطني الأرض المحتلة وطرح الهجرة المضادة ان توسعت عمليات الاستنزاف لتطال اعدادا اكبر من المستعمرات و المدن.

ثالثا : ان الاقتصاد الصهيوني لن يتحمل استنزافا متواصلا حتى لو ضاعفت الولايات المتحدة دعم الكيان.

رابعا: من المهم أيضا الإشارة إلى نشر غسيل الكيان و مجازره و نازيته أمام شعوب العالم فيما ربحت فلسطين المعركة الاعلامية التي ستخدمها لاحقا …

إن هذه المرحلة من تاريخ فلسطين ستحدد لاحقا الخطر الجديد الذي يهدد فعلا وجود كيان نازي جثم على وطن اعزل اواسط الأربعينات ليستيقظ ماردا خلال هذه السنوات.

أكمل القراءة

فُرن نار

الرد الإيراني… متى وكيف وما هي المساومات والضغوطات للتخفيف منه؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

تتداول بعض المصادر الاستخبارية الغربية بأن الضربة الإيرانية للكيان قد تكون تحددت ليوم 12 من هذا الشهر المصادف لعيد المبكى… و يرجعون اختيار هذه المناسبة لزيادة أحزان اليهود و ضرب معنوياتهم،… كما تتحدث جهات أخرى عن ضربة قوية آتية حتما لكن بعد إجراءات داخلية و خارجية، منها التنسيق مع اذرع إيران بالعراق و اليمن و سوريا و لبنان حول توزيع الأدوار او تجميع الضربات او توزيع الايام ..

محمد الزمزاري Mohamed Zemzari

الايرانيون يدركون جيدا ان نتنياهو “مشحون” ببطاريات أمريكية أعطته الضوء الأخضر للاجهاز على حماس ومزيد الضغط عليها و اغتيال قادتها… الولايات المتحدة رغم الدعوة المسوقة إعلاميا من بايدن والتى تدعو إلى اجتناب توسيع الحرب، تتضارب بسرعة مع مواقف نفس الرئيس العجوز الذي يؤكد ان أمريكا ستدعم الكيان في حالة حربه مع حزب الله او إيران وهي ضوء أخضر لنتنياهو كي يبدأ الحرب مع حزب الله كما كنا ذكرنا سابقا بجريدة “جلنار” وربما حربا مع إيران.

القادة الايرانيون لا تتلاعب بهم العاطفة مثل العرب و يدركون جيدا ان حربا مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لن تكون في صالحهم وقد تلبي الاهداف الصهيونية اكثر من أهداف إيران… لكن نفس القادة يدركون جيدا أيضا ان عملية اغتيال مسؤول فلسطيني في عقر دارهم لا يجب أن يظل دون رد فعل قوي يؤكد للاذرع المنتشرة بالمنطقة و للايرانيين و ربما لإسرائيل، ان إيران دولة قوية عسكريا وتعرف كيف تلقن الدرس للكيان المغرور الذي ضاعف التحدي عديد المرات دون عقاب يرتقي إلى الرد المطلوب.

ان تكهن المخابرات الغربية بتحديد يوم 12 اوت لرد إيران. يهدف اولا إلى تعويم حمى الرد و إعطاء الوقت للقوات الغربية و الأمريكية للاستعداد لضرب إيران و ربما “تبريد” الغضب او إيجاد حلول لتجنيب الكيان ضربة قوية … الايرانيون و من ورائهم الاذرع المنتشرة بالعراق و اليمن و لبنان وسوريا لن ينتظروا التاريخ الذي تكهنت به المصالح الغربية كما لن يستعجلوا الضربة قبل إنهاء جنازة ضحاياهم او قبل تنسيق عسكري سيكون هذه المرة الأقرب و الأجدر لرسم قوة او ضعف إيران.

وهذا امر يضع الإيراانيين في محك صعب أمام اكبر قوة عالمية ساندة للكيان الصهيوني وعالم عربي خاذل للمقاومة التي تهمه اكثر نظريا من إيران. ذلك أن الاردن كانت شاركت في ضرب الصواريخ او المسيرات الموجهة نحو الكيان فيما أبدت مصر رفضها و منعها لأي طرف قد يستعمل اجواءها، ولا يمكن الحديث عن بلدان الخليج المطبعة.

حسب تقديراتنا و متابعتنا للأحداث لا نظن ان الرد الإيراني مع اذرعه سيتاخر اكثر من يوم الاثنين القادم وربما الأقرب يوم الأحد ..لن يكون الرد على شاكلة الرد السابق أثر الاعتداء على فنصلية إيران بسوريا بل سيوفق في ضربات موجعة للكيان في أماكن متعددة من الأرض المحتلة… ربما عبر تقسيم الأدوار لكن الأهم من الضربة القادمة على عجل ليس ما تجلبه من خسائر او دمار… الأهم ان الداخل الصهيوني ستعصف به المظاهرات ضد نتنياهو الذي ضحى به مقابل ضربات “جيمس بوندية” دون تقدير للعواقب.

أكمل القراءة

صن نار