مثلها مثل روسيا … هل كلّت الولايات المتحدة من طول الحرب الأوكرانية؟
نشرت
قبل سنتين
في
منذ أن انطلقت الحرب الروسية الاوكرانية كانت جل الأطراف ابتداء من موسكو إلى البيت الأبيض تؤمن بأن هذه الحرب ستكون قصيرة والهدف من إرسائها بصورة مباشرة او غير مباشرة سيخدم إما روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية و معها دول الناتو…
حدث ذلك منذ سنة 2014 حين بدأت ترسانة الأسلحة بأنواعها تحيط بحدود الدولة الروسية ضمن خطط لخنقها واستشراف حرب ممكنة او حتى حامية لاحقا. لم يمر هذا الأمر على الروس وكان لا بد من استعراض مماثل للقوى و الدفاع عن كينونة دولة عظمى تخطط أيضا لاسترجاع بعض المناطق الناطقة بالروسية و القضاء على المجموعات النازية الاوكرانية … هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن موسكو ترى أيضا ان امنها الاستراتيجي يفرض عليها الدفاع عن نفسها طبقا لخطط جيوسياسية و عسكرية تواجه بها الغرب و الولايات المتحدة الساعية إلى احتواء اوكرانيا عبر الناتو ..
استعادت روسيا جزيرة القرم ..وتحركت لاسترجاع المناطق الأخرى التي تتبعها لغويا و وطنيا منذ ما قبل انقسام الاتحاد السوفياتي … لعل موسكو كانت تخطط لاسترجاع بعض المناطق بصورة خاطفة وهي تفترض بأن الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لن يتحرك لدعم الجيش الاوكراني … أو الاشتراك إلى جانبه مباشرة في مخطط ينفذ استنزاف روسيا عسكريا و اقتصاديا خاصة، بهدف إزاحتها من طريقها إلى أم الحروب ضد الصين. و ربما ستمر الحرب المذكورة عبر جزيرة تايوان كتبرير للدخول في الحرب المنتظرة .
بيد أن الحرب الروسية الاوكرانية طالت و تجاوزت مخططات العملاقين روسيا و امريكا ووراءها المعسكر الغربي وأصبح الاستنزاف يستهدف الجميع ..أوروبا التي تأثر اقتصادها إلى حدود اشتعال مشاكل و انتفاضات اجتماعية بسبب غلاء المعيشة كما أثرت الطلبات المستمرة للرئيس الاوكراني الصهيوني إلى حدود انهكت الغرب و حتى الولايات المتحدة ..كل هذا زيادة على الازمات العالمية المتعلقة بالغذاء …
الروس يستعجلون الحسم في هذه الحرب والأمريكان ودول الناتو يتطلعون إلى الانتهاء من الحرب و ينزلون بكل قواهم لحسمها عبر جهود انهكت اوطانهم و شعوبهم .قبل استنزاف روسيا .. و.يبدو جليا أن الروس مصممون على حسم الحرب لصالحهم وخلال أواخر هذا الربيع بعد استرجاع المدن الاستراتيجية … بينما تسعي الولايات المتحدة و الناتو إلى إحباط المخطط الروسي لفرض مفاوضات متعادلة و محاولة إنهاء حرب كلفتهم اكثر مما يتوقعون … ويحتملون.