محمد الأطرش: وزير المالية يعلن ضمنيا عن إفلاس البلاد…
نشرت
قبل 4 سنوات
في
يواصل ساستنا العبث بالبلاد و العباد، فلا أحد من هؤلاء اليوم فكّر و لو للحظة في أين يمكن أن يذهب تعنتهم و حقدهم على بعضهم البعض بالبلاد. هؤلاء لا يعيرون اهتماما بما قد يحصل بالبلاد في قادم الأيام، فلا أحد من سكان القصور الثلاثة تفطّن إلى أننا وصلنا حافة الإفلاس الفعلي و أننا مقدمون على أيام أكثر سوادا من كل الأيام التي كنّا نتصورها سوداء و قاتمة السواد، فهل قرأ هؤلاء جيدا ما جاء في تصريح وزير المالية أم هم يظهرون لامبالاتهم لغاية في نفس يعقوب، و هل ورّط المشيشي وزير المالية في تصريح لا يلزمه و لا يلزم حكومته العرجاء؟
جميعنا يعلم أن ساستنا جبناء ولا يجيدون مواجهة المصاعب والمتاعب والقرارات المؤلمة، جميعهم يريدون تحميل من سبقهم تبعات وضعنا الموجع وجميعهم تعلموا كيف يتنصلون من واجباتهم ومسؤولياتهم وما فعلوه…فوزير ماليتنا الجهبذ والذي جاء به رئيس حكومتنا الفاقد للوعي قال في تصريحه اليوم ما يؤكّد أننا فعلا في حالة إفلاس، وأننا مقدمون على إجراءات قاتلة وليست فقط موجعة ومؤلمة كما يصرحون في خطبهم وقراءاتهم لما وصلنا إليه…أقول وزير ماليتنا صرّح بأن الدولة ستبدأ قريبا ترشيدا عميقا لا رجعة فيه في سياسات الدعم على كل المواد الأساسية وهذا يعني أن ثمن المواد الأساسية سيرتفع ارتفاعا صاروخيا ليصبح نصف سكان هذه البلاد عاجزا عن توفير أبسط ضروريات العيش من مواد غذائية أساسية،
والأكيد أن المنظمات المانحة (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي….) هي التي أوصت واشترطت بهذه الإجراءات لتكون شرطا أساسيا لكل تعامل معها…وهذا يعني أن البلاد قد تعود إلى زمن المجاعة الذي لم تعشه هذه الأجيال التي تفاخر اليوم بحرية الصراخ والنباح، وقد تعرف بعض جهات البلاد ونسبة كبيرة من سكانها هبوطا حادا في مداخيلها بسبب تبعات الأزمة، فالحكومة ستضطر وحسب وزير المالية إلى خفض مرتبات الوظيفة العمومية وغيرها من مؤسسات الدولة، علما بأن البنك المركزي وافق على تمويل ميزانية الدولة شريطة أن يكون التمويل موجها للاستثمار.
ستضطرّ الدولة مرّة أخرى إلى الدخول تحت مظلّة صندوق النقد الدولي بدين خارجي قيمته ثلاثة مليارات دولار مع ضمان إدارة جو بايدن لمليار دولار أخرى…فكيف سيكون حالنا وحال البلاد ونحن ندخل سنة 2021 بإعلان إفلاس مقنّع ومتستّر بقرارات موجعة وقاتلة لطبقة يصل حجمها إلى أكثر من ثلثي سكان البلاد؟ كيف سنخرج مما نحن فيه وساستنا أعلنوا الحرب على بعضهم البعض؟؟
فهذا المشيشي يحاول جاهدا إقناعنا أنه جاء لنا بحلول ستخرجنا مما نحن فيه وهو لم يقدر حتى على فرض هدنة اجتماعية على الجميع ولم ينجح في طمأنة الشعب عن مصيره في قادم الأشهر..وهذا ساكن قرطاج يواصل اشعال فتيل الفتنة في البلاد من خلال تصرفاته التي لا صلة لها أصلا بتصرفات رئيس جمهورية عاقل مسؤول عن مصير شعب بأكمله…وهذا ساكن باردو يواصل حربه ضدّ الجميع من أجل الحفاظ على موقعه وموقع حركته في مشهد سياسي فتكت به الأحقاد…
هؤلاء ومن فرط جهلهم بما وجب عليهم فعله من أجل انقاذ هذه البلاد، تجاهلوا وتناسوا أن البلاد مقدمة على تضخّم قياسي وارتفاع جنوني في أسعار كل المواد الأساسية والمستلزمات الحياتية …هؤلاء على بينة من أن أي تدهور للقدرة الشرائية للمواطن سيكون بمثابة عود ثقاب سيشعل القرار الشعبي العام بإبعادهم نهائيا عن الحكم، وعن مواقعهم التي يريدون الحفاظ عليها…
فهل تعرف البلاد في قادم الأشهر أو الأسابيع ثورة حقيقية تأتي على الأخضر واليابس وتعيد كل من حكموا بعد 14 جانفي إلى حجمهم الطبيعي، وتأتي بسكان جدد للقصور الثلاثة يخرجون البلاد مما هي فيه ويحاسبون من أوصلها إلى هذه الحال…؟؟