شعريار

معلقة على جدار المخيّم

نشرت

في

خالد ابو خالد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منْ أينَ أَبْدَأْ..؟
كُلَّما خضَّبتُ لوحاتي.. يَصادِرُني البياضْ..
أو كُلَّما حَفَرَتْ مُعَّلقتي على الأرضِ الأخيرةِ..
غَرَّبَتْني خمرةُ البحرِ.. عنِ البحرِ..
إلى ليلٍ طويلٍ..
لا يرى دميَ المُعاصرَ في السوادْ..

من أينَ يا زمني المحاصرَ.. سوف أشتقُّ
البلادْ..
أو كيفَ اكْتَشِفُ الغِناءَ.. على ارْتِفاعاتِ
البكاءْ..
ـ هلْ حَيّرتْنا جُملةُ اللغةِ البليغةِ..
بينَ أنْ نَبني القصيدةَ في الهواءِ..
وبينَ أنْ نَبني الخرائطَ في الدماءْ..؟
هلْ فَرَّقَتْ ما بَينَنا الأسواقُ..
أمْ أَشْواقُنا انشطرتْ إلى جِهتَين في لَيمونةِ
الكلماتِ..
ـ أسئلةٌ ـ وفي زيتونةِ الشهداءْ..؟

هذا الحصارُ مؤلفٌ بالمدفعيةِ..
والكلامِ..
مؤلفٌ بالأغنياتْ..
ـ قلبانِ في صدرِ الحصارِ.. وقلبُ أمي..
في النباتْ.. ـ
تَصلُ المعَادِنُ.. للمَعَادِنِ.. وَالقَتيل.. إلى القتيل..
ولمْ يَصِلْ وَلَهُ النَخيلِ.. إلى النخيلِ..
فهلْ يُؤرِّخُنا الرحيلُ.. أمْ الرحيلُ..
أمْ الرحيلْ..؟

ـ يا أُخْتَ حزنِي..
اِرْفعي غَسَقَ الشواهدِ..
اِرْفعينا نحوَ معجزةٍ.. ليشرِقَ بيننا جِسْرٌ..
ـ بعيداً ـ عنْ فناجينَ الوداعْ..
ـ سأرى صُعودَكِ.. فَاصْعَديني..
قبلَ أنْ يَصِلَ العَدوُّ إلى أَسِرَتِنا..
انْشريني بعد أن تلدَ البيوتُ جبالَها..
في صورةِ الطفلِ المعشَّقِ باليقينِ..
لكي أكونَ.. وكي تكوني.. ..

ـ هلْ نلتقي ..؟
الوديانُ قمصانُ المقاتلِ..
خُضرةُ الظِّلِ المذَّهَبِ ظلُّهُ..
وَدَليلهُ للماءِ.. عاشقةٌ مكابِدةٌ..
كَنَرْجَسةِ الحنينْ..
ودليلهُ للضوءِ.. آجرٌّ حزينْ..
قالَ المُغني للطيورِ: تَوَزَّعي..
منْ أولِ الغَيْمِ الأخيرِ إلى النَفِيرْ..
طارَ الغناءُ.. فَرَفْرَفتْ روحٌ.. على روحي..
شظايا..
فاتكأتُ على/جنينَ/ بلا خطايا..
لَوْحَتي.

جثثٌ.. صفيحٌ.. بيتُ شَعْرٍ.. غُرفةٌ..
درجٌ.. ممرٌ.. حائطٌ.. عِلِّيَةٌ..
سَقْفٌ تَهَدَّمَ فوقَ عائِلتي..
حطامٌ في الدخانِ.. دمٌ.. غبارٌ.. قبةٌ..
تَنَكٌ.. غَسيلٌ.. دُرْجُ مدرسةٍ.. حقائبُ.. مُصْحَفٌ.. كرسيُّ مقعدةٍ.. يدٌ.. قدمٌ.. وقِنْديلٌ.. أصابعُ في الحطامِ..
بقايا طفلَةٍ.. يدُها.. أَسَاوِرُها..
ضَفيرتُها.. واِنْجيلٌ.. وَمِنديلٌ.. خواتمُ منْ دمٍ.. فحمُ المخيَّمِ.. وَالقلائدُ في الحرائقِ..
مفرداتُ قرىً.. عَجائزُ في الزوايا..
دميةٌ.. مدنٌ سَتَنْزِفُ قبْلَ أنْ يَصِلَ الهلالُ.. وقبلَ أنْ يَصِلَ الرِجالُ.. أوْ السؤالُ..
أوْ الصليبُ..
وبينَ أنْ أَبْكي.. وأنْ أَبْكي.. رمالٌ.. وبقايا….

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version