جور نار

مع سوريا

نشرت

في

اليونيسيف: الأطفال أكثر ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا | شبكة بلدي الاعلامية

يعيش الشعب السوري الشقيق أسوأ عشرية له في تاريخه الممتد على ألاف السنوات … من 2011 إلى اليوم، لم تبق مصيبة ممكنة إلا حلّت بهذا الشعب الودود المبهج المثقف الذي لم يبق بلد عربي لم يتظلل تحت شجرته الخضراء …

<strong>عبد القادر المقري<strong>

منذ سنة ما سُمّي (وسميناه نحن أيضا ذات فترة غافلة) بالربيع العربي، إلى أيام الزلزال الرهيب الذي يضرب أحفاد معاوية وهشام دون رحمة وفي قسوة الشتاء والجراح المثخنة أصلا … منذ الانفجار الثوري الكاذب إلى الرجات الأرضية الحقيقية، يعاني السوريون من أكثر من بلاء … والأنكى أنهم في جميع الحالات لم يجدوا العون ممن طول عمرهم ينعتونهم بالأشقاء، ويستقبلون أبناءهم في الجامعات السورية، وعائلاتهم في مساكن دمشق وحلب، وعمالهم في مصانعها ومتاجرها وضيعاتها، رغم أن البلد الأخ لم يكن يوما في قائمات دول النفط وثروات الريع التي بلا حساب …

قلبي دم على هذا البلد الذي لم نر منه، كتونسيين، إلا الخير والمحبة … هات لي يوما واحدا اتخذت فيه سوريا موقفا معاديا من بلدنا، أو حصلت مؤامرة علينا كانوا أطرافا فيها، سواء كانت مؤامرة أمنية أم سياسية أم اقتصادية … بالعكس، فقد استقبلوا خير استقبال طلبتنا المطرودين من جامعاتنا المتجهّمة، وفنانينا الذين وجدوا هناك كل الترحاب سواء كضيوف عابرين أو كمشتركين في الأعمال الدرامية السورية التي انتشرت في المجال العربي بنجاح قياسي في وقت قياسي …

قلبي دم وعيناي في الأرض وأنا أذكر ما فعله بعض سفهائنا والمحسوبين باطلا علينا، عندما أشهروا حرب النذالة على هذا البلد العظيم، واشتركوا بكتائبهم المسلحة في تدميره وإشعال فتنته وتشريد مواطنيه … وفعلوا المستحيل وقدموا المغريات واشتغلوا في دعاية محمومة، للتغرير بأعداد من شبابنا الساذج وتسفيره إلى حيث يُقتل سوريون وتُدمّر بلادهم … لا حدود لخجلنا ونحن نرى ونسمع عن تونسيين ولغوا في الدم السوري، دون ذنب أو معركة أوسابق عداوة …

ولكن الذي يجب تأكيده، أنه لا المجرمون الإرهابيون، ولا مرسلوهم الأكثر إجراما وإرهابا، ينتمون إلينا بأي شكل من الأشكال … اللهمّ تلك الورقة أو الخرقة التي يحملونها في جيوبهم والمسماة جواز سفر تونسيا … فهي مزوّرة قالبا وخاصة قلبا … بدليل أنهم قطعوا علاقات وأغلقوا سفارة ضاربين عرض الحائط حتى بمصير مواطنينا (الكثر) الذين علقوا هناك وفيهم أسر بحالها وأطفال … كما أنهم مارسوا سياسة القتل والدمار علينا هنا في تونس، قبل أن يمارسوا قذاراتهم في البلد الشقيق الحبيب …

حملة التضامن التي ينخرط فيها هذه الأيام شعب تونس (وحكومته المنتظر منها إصلاح الخطإ الشنيع وإعادة علاقاتنا الرسمية) مع أخيه السوري الجريح ألف جرح … تترجم ولو بأدنى الدرجات، مقدار الحب الذي نكنّه لأشقائنا، والندم على ما جناه السفهاء منّا … وعلى التبرّؤ التام مما فعلته أيديهم … فتبّت أيديهم، وعاشت سوريا، وعاشت تونس …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version