التقى المحافظ اعلى حسان بزميله المحافظ عماد غير بعيد من مبنى وزارة الداخلية يوم 14 جانفي حوالي الساعة الثانية مساء في جوّ من بقايا الانتفاضة و بعد أن انحسر وجود المتظاهرين و انتشار عدد من فرق الجيش الوطني
حسان: عماد، ماذا وصلك من جديد عدا ما جدّ من تسفير بن علي و المكالمة الهامة التي اجراها القذافي يوم 13 ؟
عماد: اود ان اعلمك قبل ذلك عن صديقتك الكولونيل “ميرا” التي وصلت تل ابيب مع فريقها جرّاء خيانات و ارتباك القرار. وقد تحدث رئيس الموساد و وزير داخلية اسرائيل عن هروبهم، وقال أحدهما بالحرف الواحد بالقناة الثانية الاسرائيلية : ” لقد نجا فريق الموساد بتونس باعجوبة. “Ce n’était pas la mer à boire, mais c’était presque ça !
حسان: أمر محبط جدا سي عماد لكن هل لك تفاصيل عن مكالمة القذافي لبن علي؟
عماد: نعم لقد وصلتنا في البداية تحركات مريبة جدا بمطار “المعيتيقة” الذي يحوي مئات الطائرات بأنواعها المفصلة … كما عرفنا ان القذافي كان سيدفع بكل قوته لحماية نظام بن علي وقد يكون رتب خطة لذلك، لكن بن علي رفض تدخله رفضا تاما مهددا بالردّ حتى باكتساح ليبيا ان دعا الأمر …أو هكذا ما يمكن قوله، نظرا إلى حدة جواب بن علي الوطني
حسان: هل سمعت بالمكالمات التي اجراها بن علي و بالمعلومات التي وصلته من المخابرات الجزائرية حول خيانات داخلية تحركها قوتان اجنبيتان ؟ لقد صدرت المعلومة الاولى عن الجزائريين ثم من دولة اوروبية غير محددة بالضبط … ليمكن ان تكون فرنسا أو روسيا … كان بن على يلاحظ اضطراب السرياطي خلال الايام السابقة لـ 14 جانفي ويرى ايضا انه قد ضاعف حراس القصر … كما تحرك في اطار مسؤولياته المتمثلة في حماية الرئيس ثم بحثه عن كريمته غزوة بناء على توصيات بن علي قبل صعود الطائرة في الجو … وكان بامكان السرياطي الهروب والاختفاء مثل أحد المسؤولين الذين معه …
عماد: نعم أظن ذلك يا حسان… فالسرياطي رغم أن البعض منا بالوزارة لا يستسيغه كثيرا، مضبط جدا و لا أظن ان أية جهة ستحاول تدجينه لنفس الاسباب و لاخلاصه الكبير لبن علي
حسان: هناك ايضا مصادر تؤكد التئام اجتماع سري للغاية في مكان ما، بين محمد الغنوشي و كمال مرجان الذي هرع من جنيف(سويسرا) بمعية بعدد محدود من الشخصيات … وقد وقع الاتصال بحامد القروي الذي اعتذر عن الحضور متعللا بمرضه … لكن ـ أمنيّا ـ نعرف قرب نجله من جهة معينة. وقد بلغته معلومات تدعوه “لعدم التسرع” احتياطيا.
ـ يتبع ـ
(في الحلقة القادمة : “العقيد طرهوني … وطنى وزوجتي،” و مادار بين وزير الدفاع و احمد شوبير، قائد جيوش البر و المخابرات العسكرية معا)