! “إرَمَ” صارت من غير عماد…
لم يخلق مثلها خرابا…
نسي النسّاك طريق الله…
مات الأنبياء عطشا لليقين…
أيّ ملاذ لهذه المدينة الهائمة على باب الله !
أيّة رائحة لهذه الزهرة الملقاة خارج الغابة
! أيّة مدينة أنت ! …
أبكي خرابها وفراغ ليلها وسقوط راياتها !
أيّ جرح دهاك…
أيّ ملح خان خبزك و ظمأ روحك أيّ نبي هذا الذي رماك بالبئر ليلتقطك بعض المارة…
أيّ قلب مفتوح لغبار الجرح ونزيف الذكرى…
أيّ قلب هذا المبلّل بالعطش !
سأنتظر رصيفا آخر لأعرف من أنت !
سَأَقولُ لَهُ: أَخْطَأْتُ كَثيراً..
سأنجو بقلبي منه…
سأنجو منه !
فهذه الألوان لا تكذب…
وهذا الظل المنضود لا يقبل التأويل !
بلاد أخرى تسقط وتثقب أنفاسها بِتعب سنوات عجاف..
وطن آخر يسقط..
وصارَ بِإمكاني وَطْءُ الأَرْضِ المَهْجورَةِ…
أرض لم تكن سوى أحد الغرقى في سفينة نوح……