…قد تكون نبوءة ما في مكان ما من هذه الأرض المتكتمة على خرابها الحميم…
نبوءة قد تقودنا إلى طريق سالكة إلى وطن آخر …
كان الحزن يخيم على ضواحيها...
يشقّق الروح…
كان الخلاء الرحب يقوّض سكون مدينة القلوب الشائكة
و يقطع أنفاسها الشاهقة…
…قد يكون إعجازا للمريدين والمعتوهين والمجذوبين من نواصيهم إلى غلبة العمر وقهر هذا الزمن الهائم كالعهن المنفوش…
…قد يكون ظني أنه لم يمت تماما…
مازال في غبار روحه شيء من البوح وهذيان آخر الحمى…
…ظني أنه لمْ يخرج تماما عن النص بل ٱرتجل بعضا من آلامه ليصرخ : دعوني في صخب القطيع أفتح مزماري على نافذة قلبي كي أريح وأستريح..
كي أصنع لكم صباحا أليفا ، كـحكايا جدتي …
هذا البلد خذلته السماء…
وأجنحة العالقين في ممرات المستحيل…
هذا البلد خانته ضلوعه …
لم تقف معه…
ضحكت لانكساره ورقصت “فلامينكو” ٱنهياره…
هذا بلد الظنون والاحتمال …
بلد يأكل حلمه ويقتات من صبر الأمس بلا حياء….
فصول تمرّ كئيبة وصباحات ذاهلة تمشي لمستقر لها بلا شروق…
قد يخونها حسن الظن به …
لكنها ممسكة به حتى الحلم…
هذا الوطن يقودنا إلى المنفى المسموم ..
إلى الأرصفة المنسية…
إلى بطش معركته الأخيرة ..