لمْسُ نار

مواسم الفرح

نشرت

في

زَنبقةٌ بيضاء للريحِ همستْ:

ها هي مواسمُ الفرحِ قدْ أَقبلتْ

فاحملي وَشْوشَتي وانثريها عبيرًا

على صفحاتِ حلمي

وأيام عيدي وإنْ غفَتْ

*

سوْسنةٌ غضَّةٌ للنورِ تفتّحتْ

ولموسمِ الفرحِ النديّ هلَّلتْ

فأزهري يا سنابلي في الغابِ القاحلِ

واعزفي نغمةَ عُمري

على أَوتار روحي وإنْ بَكتْ

*

هكذا تغنت جميلة شحادة بمواسم الفرح و هكذا نتغنى كل سنة بالسنابل العامرة المزهرة و السواسن الغضة المتفتحة سنابل العلم و المعرفة و سواسن الحلم و الأمل…

عبير عميش

فرغم كل القتامة التي نعيشها في تونس سياسيا و صحّيا فإن الفضاء الأزرق ارتدى هذه الأيام حلة الفرح بتبادل التهاني و التباريك بالنجاحات فهذه أعداد تلاميذ الابتدائي و معدلاتهم المرتفعة و جوائزهم، و هذه صور و فيديوهات حفلات التخرج و مناقشة رسائل ختم الدروس و الماجستير و الدكتوراه، و هذه ورود الفرح و أهازيج النجاح التي بددت غربتنا داخل الوطن و أعادت الاعتبار لقيم العلم و الاجتهاد و المثابرة و العمل من أجل تحقيق الأفضل…

و في انتظار نتائج مناظرتي السادسة و التاسعة، يبقى لطعم الفرح يوم أمس نكهة أخرى و قد استيقظنا صباحا على أصوات الزغاريد بعد أن صدرت نتائج الباكالوريا في دورتها الرئيسية و عُرِفَت نسبُ النجاح و معدلات الأوائل و المتميزين في كل شعبة و رغم ظروف الوباء التي قيدت الناس و منعت اللقاءات و الحفلات، فقد سمعت الزغاريد عاليا في البيوت و ارتفعت أنغام ” الناجح يرفع إيده “صادحة و تبادلنا التهاني و لو افتراضيا وعشنا مع الناجحين مواسم القطاف و الفرح ففرحة النجاح لا يضاهيها فرح.

الباكالوريا رقم 130 في تاريخ البلاد التونسية و رقم 64 بعد الاستقلال شهدت ترشح 146 ألف تلميذ و نجاح أكثر من 44 ٪ منهم في دورتها الرئيسية و تفوق الإناث بنسبة كبيرة فاقت 67٪ من عدد الناجحين و كان التميز كالمعتاد للتعليم العمومي _ رغم نقدنا المتواصل له و رغم دعواتنا المتكررة إلى إصلاحه و تطويره _ حيث بلغت نسبة النجاح فيه 51.63 ٪ مقابل 13.60./. للتعليم الخاص،

أما من ناحية التقسيم الجهوي فقد حافظت مجموعة من الولايات على الصدارة و حافظت مجموعة أخرى على ترتيبها في ذيل القائمة و هذا أمر يستدعي دراسة تحليلية عميقة بعيدا عن منطق التفاخر بين الجهات فلذلك أسباب ذاتية و موضوعية لابد من التحري فيها بدقة من حيث المناخ العام المشجع على الدراسة و استقرار الإطار التربوي و ما يتمتع به من خبرة، خاصة أن باكالوريا هذه السنة قد شهدت معدلات مرتفعة للغاية في ولايات مهمشة كجندوبة و الكاف بلغت 20 في شعبة الرياضيات للمتألقة مرام المرزوقي من ولاية جندوبة و هو ما يبين دور العوامل الذاتية و الأسرية في النجاح و التألق، و أن ذلك نتاج سنوات طويلة من العمل و ليس نتاج سنة الباكالوريا فحسب.

و في انتظار تحقق العدالة الفعلية بين الجميع و تجسيم مبدأ تكافؤ الفرص و بعيدا عن لغة الأرقام لأن مواسم الفرح لا يمكن أن نتحدث عنها الا بلغة القلب، أجدد التهاني للناجحين و للمتفوقين من كل الشعب و أهنئ أيضا كلا من ألمانيا و فرنسا و كندا و الولايات المتحدة الأمريكية و غيرها من البلدان الأجنبية التي ستتسابق على احتضانهم و رعاية تميزهم و الاستفادة من تألقهم . أما بالنسبة إلى المؤجلين فمازال الأمل قائما و الفرصة سانحة لتحقيق النجاح . و لمن سيعيدون السنة أقول حظا وافرا و لعل كبوة اليوم تكون فوز الغد فالباكالوريا ليست الا محطة من محطات الحياة و الشهادة ليست الا درجة من درجات السلم..

و أختم بتدوينة كتبتها الطالبة نسرين شعبان التي نجحت في باكالوريا 2017 بمعدل دون طموحاتها و لم يسمح لها بدخول كلية الطب كما كانت تحلم .

تقول : ” اليوم و اليوم تمامًا وأنا طالبة ماجستير في النانوفيزياء، نكتب في الكلام هذا و أنا في فرنسا، نقلكم مايهمكمش في المعدلات، عشرة والا خمسطاش موش مهمة، ما يهمكمش في رأي العباد، المهم خيارك الجامعي، المهم انّك تستمر في المقاومة وتكون فرحان بروحك وتُزهر أينما حللت. نحب نقلكم مهما تكونوا نجحتوا بمعدلات قويّة والاّ ضعيفة والّي فرحتكم مؤجلة كونوا فخورين بأنفسكم ديما، أفرحوا ديما. ما تعرفوش الحياة شنيّا مخبيتلكم، خاطر أنا لو كان جبت المعدل الّي نحب عليه في الباك، عمري ما نوصل للبلاصة الّي أنا فيها اليوم. الوقت في يديكم حبوا عقولكم واحترموا ذواتكم وكونوا ذكيين في خيار التوجيه الجامعي️…

أزهروا و افرحوا و قاوموا و كل التألق لكم و لمن ساندكم ففي نجاحكم نجاح تونس و خلاصها.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version