المدّب في زمان قديم كنت منه وكان منّي هو توصيفة للمعلّم المربّي في فترة ما قبل الابتدائي (الزاوية انذاك .. الروضة حاليا) وكنّا عند ذكر هذه التوصيفة لابدّ من اعطائها ما تستحق من بهرج واحترام … اذ من العيب بل من قلّة الحياء ان نكتفي بكلمة المدّب (حاف) بل نردفها بـ “سيدي” ..
نعم هو سيدي المدّب الذي نهابه جدّا ونحن اطفال …. فهو الذي يعلمنا وهو الذي يربينا وهو الذي يؤدّبنا …وحتى بعد انتقالنا للتعليم الثانوي لازمتنا صفة المدّب ..والتي اصبحت فيما بعد مُمثلة في مجلس التاديب متى كانت شقاوتنا تتجاوز عقاب الانذار والتوبيخ …وكبرنا وكبُرت شقاوتنا وكبُر التمرّد فينا خاصّة وبذور الوعي السياسي افلح بعض اساتذتنا او “مدّبي” التعليم الثانوي في زرعها فينا …وتمرّدنا على المدّبية الكبار أي الساسة انذاك وتجاسرنا ونحن (بزاوش) على معارضتهم والخروج في مظاهرات ضدّهم وضدّ سياساتهم …
وكبرنا وكبر الوعي فينا وتمردنا على رؤسائنا في العمل فاستفاقوا يوما على مقالاتنا المندّدة بغطرستهم واستفقنا يوما آخر على ايقافنا عن العمل .. وتلك هي الحروب جولة بجولة والسعيد فيها من يضحك وينتصر اخيرا …وجاء 14 جانفي 2011 وكان التمرّد على كبير المدّبين الذي بدوره تمرّد على المؤدّب بورقيبة ..وظننا وهما انّ تونس التي نريدها حان وقت قطافها … وانتظرنا طويلا طويلا وصبرنا طويلا طويلا حتى افقنا على صوت النبيّ ايوّب يصرخ فينا “راكم شيّطتو تي هو انا وما صبرتش كيفكم ” وانتبهنا بعد ان زال الرحيق وافقنا ليت انّا لا نفيق … يقظة طاحت باحلام الكرى …
وجاءت الاغتيالات وخرج المتمرّدون على شيخ المدّبية وهم يندّدون بما حدث “يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح” وبقينا حدّ هذه اللحظة لا نعرف من خطّط ومن امر ومن قتل شكري والحاج وجنودنا … وجاء 25 جويلية …وكعادتنا نرقص ونغنّي لكلّ عملية تغيير واحيانا يشترك العديد منّا دون وعي في الشيخة ويكتفي بالقول “يحيا هاضاكا” … وجاء 30 جوان …وصدر مشروع الدستور في الرائد الرسمي ..وصفّق البعض لهاضاكا الدستور والعديد منا لا يفرّق حتّى بين التوطئة والفصول اما لجهلنا او لعقليتنا القبليّة التي تناصر قبيلتها ظالمة او مظلومة وندّد البعض بدستور سيدي المدب امّا لانتمائه للقطيع الخصم له او للغموض والمطبّات التي تكتنفه …
انا رغم عمليات تمرّدي على سيدي المدّب طيلة حياتي دعوني ابح لكم بتغيير جذري في اسلوبي في التعامل مع سيدي المدبّ …نعم لتقدّم السنّ وتجاربي في الحياة ولفعل التجربة ربما و ايضا لصدمتي في العبث بمفهوم الحرية بعد 14 جانفي حيث اصبح كلّ مواطن “عنتر شايل سيفو” واصبحت الحريّة مرادفا لقلّة الحياء والسب والشتم والثلب … نظرا لكلّ ذلك ..آليت على نفسي ان اعتذر اوّلا لكلّ المدّبية الذين قد اكون تجاوزت معهم حدودي وقررت في ما تبقى من عمري ان اتوجه اليهم بكلّ احترام وتقدير باستثناء طبعا تلك الراتسة اللّي في طاسة مخها خلايا تحمل فكرا عدائيا او ارهابيا لتونس وابناء تونس ..اذ لا احترام ولا تقدير لكلّ مدّب هو عدوّ للوطن مهما برقش منظرو …
اذن ساتوجّه في الخاتمة ببعض الاستفسارات للمدّب الاوّل المسؤول عن تونس رئيس الدولة بعشر ة اسئلة …نفسك الديني المحافظ الواضح في كل خطاباتك هو الذي جعلني استمدّ رقم عشرة من الوصايا العشر لموسى عليه السلام ..اريد ان افهم ورجائي سيّي المدّب (قيس سعيّد) ان تعتبرني طفلا صُغنّنا اهبل احمق مغفّلا بليدا كعبة لا …. وان تجيبني بابسط التعابير وايسرها … انا و بعبارة في منتهى الوضوح والبساطة استصعب عليّ فهمك ونحبّ نعرف ماك وين يصبّ … شفتشي محلاني سيّدي المدّب وماحلى وابسط واوضح عباراتي …نقّل عليّ ما يسالش ولن اطالبك بحقوق التفسكيّة ..
السؤال رقم 1 ماهو موقفك من الاسلام السياسي ؟
السؤال 2 ما هو موقفك من القرضاوي وجماعته ؟
السؤال 3 ما هو موقفك من النهضة ؟
السؤال 4 ما هو موقفك من الغنوشي ؟
السؤال 5 ما هو موقفك من عبير موسي وحزبها ؟
السؤال 6 ما هو موقفك من بورقيبة ؟
السؤال 7 ما هو موقفك من تركيا وأردوغان ؟
السؤال 8 ما هو موقفك مما حدث في 14 جانفي 2011 ؟
السؤال 9 ما هو موقفك من السيسي ؟
السؤال 10 ما هو موقفك منك انت ؟ اي ماهو موقفك من قيس سعيّد ؟؟
توة هذي يا رسول الله اسئلة والّا موش اسئلة يا متعلمين يا بتوع المدارس ؟؟ موش من حقي اني نعرف ؟؟ راهو عندنا 11 سنة ما نجمناش انبّرو خيط في ابرة راهو ما انجمناش نخيطو ثوب جميل لتونس … راهو ضعنا ومازلنا ما لقيناش تونسنا وما لقيناش ارواحنا … ّها سيدي المدّب تسمع فيّ . راهو اليوم عيد ميلادي الثالث والسبعين نحب اذا حياني ربّي لـ7 جويلية 2023 نتنعّم بعيد ميلادي الرابع والسبعين ويغنيولي عيد ميلاد سعيد …
وانا علموني المدّبية متاعي انّو عيد ميلادي ما يكون سعيد بالحق كان وقت تبدا بلادي تعيش سعادتها ..وسعادتها تعني ..الشغل والحرية والكرامة الوطنية، مفوّحين بالامن والامان وبحبوحة العيش ..