تابعت مثلكم الدورة الثانية للانتخابات التشريعية 29 جانفي 2023 …ولم اتفاجأ بالنتائج وخاصة بنسبة المشاركة …وتابعت مثلكم تعاليق كلّ الاطياف السياسية على اختلاف مشاربها وخاصة على اختلاف اختلافاتها والتي يمكن حوصلتها في “هاكة المقرّص هاكة المعجون”…
فلا انصار قيس سعيّد راجعوا مواقفهم (ربما سيحصل مع ذاك الشفتري والذي وجد نفسه مخذولا من طرف الشفتريين … ) ولا من معارضي قيس سعيّد والذينينظرون لما وقع بعد 25 جويلية 2021 من زاوية اصبحت ابدية وهم ينادون بسقوط الانقلاب …في تقديري المتواضع ما وقع يوم 29 جانفي في الدورة الثانية سمّوه كما شئتم عزوفا او مقاطعة هو اهمّ مفصل يجب البحث في اسبابه …ما وقع في الدورة الثانية للدورة الثانية في الانتخابات التشريعية تكمن الاجابة عن اسبابه بالعودة الى 25 جويلية 2021 …
يومها وللتذكير كانت هنالك انتفاضة نهارية واضحة المعالم والاهداف والتي يمكن حوصلتها في تعبير شعبي رافض رفضا كليا لاستمرار منظومة 24 جويلية 21 في مواصلة قيادة تونس …وجاء ليل 25 جويلية 21 لتكون تلك الفرحة العارمة والمتمثلة في خروج قيس سعيّد للاعلان عن قرارات تصورناها مصيرية .. فخرج الشعب مؤيدا ظانّا انّ القدر استجاب لتطلعاته وانّ الليل انجلى ..ثمّ ماذا بعد ؟؟ وهنا مربض الفرس
وعلى ذكر الفرس وبعد اسابيع واشهر من الانتظار اصبح ذلك المثل الشعبي (كيف سيدي كيف جوادو) يتغلغل شيئا فشيئا في شعور المواطن التونسي …وبدأ اليقين بانّ ما حدث يوم 25 جويلية 21 لم يكن الا وهما …_ضبابا .. خطابات ..وعودا ..وسوف وسوف وسوف ..فتسوّفت الاغلبية … مناصرو قيس سعيّد لم يقفوا يوما امام المرآة لتكون لديهم الشجاعة على رؤية الواقع الذي كان مريرا قبل 25 جويلية والذي ازداد مرارة بعده وهذا يعني الفشل ولكنهم هم من “فيّة”: سير سير يا ريّس واحنا معاك بالبندير وبكلّ المزامير ..
اما معارضوه فهم ايضا لم تكن لديهم الشجاعة الكافية ليس فقط للقيام بنقدهم الذاتي بل للابتعاد عن الساحة السياسية ولمدّة لا تقلّ عن العشر سنوات علّ الشعب ينسى ويغفر لهم ذنوبهم في حقّ تونس … في تقديري المقاطعة التي حدثت يوم 29 جانفي للانتخابات التشريعية لم تكن تلبية لتلك الاحزاب بدعوتها للمقاطعة من جهة ولم تستمع لناداءات مناصري قيس سعيّد بالحضور المكثّف لتثبيت مسار 25 جويلية 21 ..
الشعب وهنا اعني الجانب المقاطع منه قاطع لانّه وصل الى قناعة ان الطرفين _ معارضين ومناصرين _ هما من نفس الفصيلة هما بارعان فقط في الكلامولوجيا .. الصندي مفقود مفقود مفقود يا ولدي …المقاطعون قاطعوا فقط لانّ تونس عاشت آمالها ونخوتها ونشوتها يوم 25 جويلية 2021 ولمدّة 24 ساعة فقط … وما جاء بعد ذلك لم يكن الا نكسة …فكيف يستغرب المنتكس من مقاطعة من كانوا سببا في نكسته ..؟؟…
اختم بالقول ودائما في تقديري ان لا حلّ في الافق الا بانتخابات رئاسية مبكّرة ..شريطة ان تكون تحت رعاية دولية …. (واللي يلعب ما ينغرش)