في السابق كانت كل الجمعيات تصوّت في الجلسات العامة لجامعة كرة القدم.. كل الجمعيات حتى الهاوية منها.. سي وديع و كي لا تتشتت الأصوات نقّح القانون و صارت الرابطات الجهوية تنوب منظوريها..
و هكذا أصبح من السهل التحكم في رئيس رابطة يقع اختياره مسبقا من التابعين للمنظومة.. و الدليل أن سي وديع نقّح بعد ذلك الفصل 97 حول قانون الترشح ليصبح ثلاث فترات ابتداء من 2020 بعد أن كان فترتين انتخابيتين ليصبح بإمكان سي وديع التربع على عرش الكرة لما بعد 2030.. كل ذلك بالقانون و بالصندوق و بالديمقراطية..
نور الدين الطبوبي أعجبته خطة الجريء (0-0-10 في الهجوم) فتبناها.. عمل نفس المراحل: تغلغل في أغلب النقابات الأساسية و اقترح تنقيح الفصل 20.. ليصبح قادرا على الترشح لفترة انتخابية ثالثة و ربما رابعة حسب بعض القراءات (تغيير ثلث المكتب كل فترة.. و بالتالي يمكن ألا يقع تغيير سي نور الدين إلا في الفترة الثالثة..) و الغريب أنك تسمع ردود أفعال القواعد النقابية فتجدها متفقة على رفض هذا التنقيح..
فمحمد صالح بوحاجب وهو نقابي من حزب العمال كتب: (هذا انقلاب على الشرعية..) و فاضل السراسرة نقابي منذ عهد الزعيم بورقيبة دون أن ينتمي لأي حزب كتب: (كنقابي قضيت معظم حياتي في خدمة الاتحادو تحت خيمته وتحملت مسؤوليات عدة في صلبه يؤسفني ويسوؤني المنعرج الذي الت اليه اوضاعه والدعوة الى الانقلاب على الفصل العشرين واحتكار السلطة وغلق الباب امام كوادر الاتحاد ومناضليه..اهذه الديمقراطية التي تتشدقون وتعدون بها؟)
لكن بالتدقيق في نتائج التصويت على التنقيح تجد أن 497 من 517 صوتوا بنعم لفائدة التنقيح.. مما يبرز ان الهُوة شاسعة بين القواعد النقابية و من ينوبونها.. لتتساءل في النهاية: هل للكرسي كل هذا السحر و هذا الإغراء حتى يلهث مسؤولونا وراء التمديد..!! أم أنهم يرون أن الساحة من دونهم عاقر و مآل الهياكل بعدهم التشتت و التشرذم و الضياع..!!
كلام كان يردده بورقيبة و بن علي عليهما رحمة الله.. لكن لم تتوقف مسيرة البلاد.. و لم تتشتت جامعة الكرة لا بعد الشادلي زويتن و لا بعد سليم علولو و لا بعد حمودة بن عمار.. و لم يتشتت الاتحاد لا بعد فرحات حشاد و لا الحبيب عاشور..