ما الذي حدث بالبلاد؟ من انتصر على من؟ ومن كسب رهاناته؟ وهل فكر جميعهم في الوطن؟ كلها أسئلة تراوح مكانها تبحث عمن يشفي غليلها بإجابة عقلانية ومنطقية، فجميع من غاصوا في تحليل مجريات ما حدث يوم 25 جويلية ذهبوا إلى الأمر الذي يسعدهم ويسكرهم، فألغوا من مخيّلتهم كل من يشكّكهم في “عظمة” ما حصل…
فاليسار الغبي الذي لم يكسب معركة واحدة من معاركه، ولم يجرّب الحكم والسلطة يوما واحدا هرول يبايع ساكن قرطاج، ووجد في ما حصل انتصارا له باستثناء حمّة، الذي وكأنه شعر بقرب عودة البلاد إلى حكم الرجل الواحد والحزب الواحد، وهو الذي كان في حرب معلنة ضدّ دولة الاستقلال ورجالاتها، أما شتات اليسار ممن يردِدُون إلى يومنا هذا مقولات ماركس وخطب لينين و”شلّة الملاعين”، احتفلوا وخرجوا وصرخوا ورفعوا كؤوس الفودكا على نخب ساكن القصر، كيف لا وهم يشاهدون اليوم عدوهم اللدود راشد يتخبّط ومن معه في وضع مهين، لم يألفوه ولم يكونوا ينتظرونه…أما الأحزاب التي أخرجها المشيشي من حزام الحكم والسلطة و”السَلَطة” بفتح السين و اللام فقد شربت على نخب قيس إلى صباح اليوم الموالي، وجعلت منه المنقذ والقائد الفذّ وقد يصبح في قادم العناوين عندها “المجاهد الأكبر” كيف لا وهو من ثأر لها ممن جعلوها على الهامش…
أما عبير ومن يحوم حولها فقد تعاملوا بحذر مع الأمر في بداية الأمر، ففي بعض دواخلهم سعادة وفرحة كبيرة بانكسار أجنحة عدوهم اللدود راشد ورفاقه، لكنهم وبعد مرور أيام من غزوة “أحَدْ”(نسبة إلى يوم الأحد) شعروا وكأنهم أكبر الخاسرين من غزوة الأحد، وكأن قيس استهدفهم بشكل أو بآخر، وأضمر لهم العداء دون أن يظهره علانية، ألم يحرمهم من قوتهم اليومي الوحيد “الحرب على النهضة” فمن سيحاربون غدا للمحافظة على رصيدهم على مقياس الزرقوني، أم سيتحولون على مقياس ريختر يا ترى؟…أما من خرجوا ليصنعوا “الطاولة والكراسي” التي أصبحت مبررا وحجة وخطرا داهما لساكن القصر ليعلن انقلابه على خصومه في المنظومة، (هم في نهاية الأمر من منظومة حكم واحدة جاءت إلى السلطة بعد انتخابات 2019) أعود لأقول أما من قدّموا مبررات “الخطر الداهم” لساكن القصر فهم إلى يومنا هذا سُكارى ولم يستفيقوا من سكرتهم، والخوف أن تتحوّل سكرتهم إلى غيبوبة، يستفيقون منها على وجع كانوا يحلمون بأنه سيذهب مع صاحب الغزوة والمقام، ساكن القصور الثلاثة والمتربّع على عرش الدولة قيس سعيد…
هل أعدّ قيس عُدّته أم دخل حافي القدمين؟
يدّعي جماعة وأقلام الموالاة، في إطار عملية النفخ في غزوة الأحد وصاحبها، وتقرّبا من مولاهم ساكن القصر، أن خُطط مولاهم عصية على الفهم وغير قابلة لإخضاعها لآليات التحاليل التقليدية…يا سلام…وهل خُلق مولاهم من غير ماء وطين؟
هنا وجب على من هرولوا لبيعة سيّدهم، من رجال الإعلام، قراءة الأحداث بشكل واقعي ومنطقي…فلو كانت لمولاهم خُطط كما يدّعون، فلم كل هذا التعطيل في إعادة الروح إلى “ماكينة” الدولة؟ فهل يكفي أن يخرج علينا صانع التغيير الثاني ليقول إن الدولة تعمل بخير ولا خوف عليها حتى نصفّق ونقول “لبيك مولانا لبيك”؟ ما جرى في تونس يوم 25 جويلية أحدث صدمة لم يستفق منها أغلب الفاعلين والناشطين والمتابعين، فلا أحد كان يتصوّر أن الأمور ستصل إلى هذا المنعرج الخطير…فساكن القصر أقدم على أمر دون أن يعدّ له العدّة، ودون أن يقرأ لتبعاته حسابا، وحين جلس إلى من هم حوله يريدون إعداد العدّة صُدِمُوا بصعوبة الأمر، فتسيير شؤون دولة ليس في متناول الجميع وليس بالأمر الهين والبسيط، فالرجل أعلنها عديد المرّات أنه لن يعود إلى الوراء، وهذا يعني أنه على بينة كاملة مما ينتظره، فجميع من هرولوا وراءه يصرخون “عليك الحوت يا قيس” ينتظرون معجزة يقوم بها مولاهم تخرج البلاد مما هي فيه، وتخرجه هو من ورطة لم يكن يعرف حجمها، وتخرجهم هم من حرج قد يجعلهم يختفون عن الأنظار خجلا من احتفالهم دون سبب…ومبايعتهم لمولاهم …
ساكن القصر وصانع التغيير الثاني وضع هو ومن معه كل أوجاع الدولة والبلاد والشعب على طاولتهم، ليضعوا خارطة طريق يخرجون بها على العالم…فاصطدموا بحجم الكارثة…ديون لا يمكن خلاصها قبل عشرين سنة على الأقل…ووضع اقتصادي ينذر بالكارثة…ومؤسسات وقطاعات منتجة لم تعد تنتج…وقرابة المليون عاطل عن العمل يعوّلون على قيس ليجد لهم مورد رزق …وكفاءات لم تعد ترغب في تحمّل مسؤولية هذا الخراب…وفساد ينخر كل تفاصيل الدولة والحكم والبلاد…ووباء ذهب بأكثر من عشرين ألفا من أبناء هذه البلاد ولا يزال …واتحاد شريك في الخراب والدمار أصبح أحد أهم مشكلات الدولة…فمن أين يبدأ صانع التغيير في صناعة مجده وعزّ دولته التي أصبح يحلم بأنها ستطول وستكون في حجم دولة من صنعوا تاريخ البلاد قبل 14 جانفي…
فكّر صانع التغيير الثاني في أي ملف يفتحه، وأية مشكلة يعالجها من مشكلات البلاد فلم يجد غير النبش في الوثائق التي انتهت مدّة صلاحيتها، فعاد إلى تقرير عبد الفتاح عمر رحمه الله مُمنيا النفس بصيد ثمين يخرجه من مأزقه الاقتصادي، فالضغط على من جاؤوا في قائمة عبد الفتاح عمر ليدفعوا بالتي هي أحسن، قد يصلح بعض الشيء حال خزينة الدولة…فلما بحث في الأمر وسأل من هم أعلم منه بحقيقة ما جاء في التقرير صدم بخيبة قد تطول…فسأل معارفه عن حلّ آخر فقالوا له أليست للبلاد أموال منهوبة؟ فبحث في الأمر وتأكد مرّة أخرى أن لا شيء يؤكّد الحجم الخرافي الذي يروّج له بعض الذين يأكلون بيسارهم ويحقدون على بن علي ومن كانوا معه لتلك الأموال …فماذا سيفعل في ورطة الوضع الاقتصادي يا ترى هل سيعوّل على من وعدوه وهم في وضع لا يسمح لهم بإغراقنا بالهدايا والهبات…فكل العالم تأثر بما خلفته “الكورونا” ولايزال…أم سيُقدم على امضاء قانون الإنعاش الاقتصادي طمعا في بعض الملايين من المهربين وتجار المخدّرات والحال أنه رفع شعار محاربة هؤلاء في كل خطبه العنقودية؟
لم يجد صانع التغيير الثاني شيئا يدفعه على الحساب للسكارى لتتواصل سكرتهم “وهم فيها يعمهون” حتى اشعار آخر، غير النبش في الملفات “الشعبوية” التي تسكر الناس وتذهب بعقولهم…فأن تتحدث عن الفقراء والأغنياء فأنت ستدغدغ الفقراء وهم الأغلبية…وأن تتحدث عن الفقراء الذين لا يجدون وجبة واحدة يوميا فإنك ستُسعد الفقراء، وسيطالبونك بإعلان الحرب على الأغنياء لتثأر لهم…فكل غني في هذه البلاد أصبح اليوم مشبوها وعرضة للمنع من السفر والوضع تحت الإقامة الجبرية والرجم إن أمكن…والمساومة إن استطعنا إليها سبيلا…فلكي تكون مواطنا صالحا ترضى عنك الملائكة وصانع التغيير الثاني وأتباعه وجب عليك أن تكون فقيرا “محتحت” لا شيء في جيبك..
عقيدة الصدمة…وكيف ابتلع بعض الساسة ألسنتهم؟
صانع التغيير وكأنه قرأ لناعومي كلاين كتابها “عقيدة الصدمة” الذي تحدثت فيه عن استغلال الأزمات والكوارث…أو افتعالها والمساهمة فيها لفرض نمط من الحكم والسيطرة على الشعوب…فالتلويح منذ وصول المشيشي إلى حضن الغنوشي بأن الفساد ينخر كل تفاصيل الدولة، كان مقدّمة لما يريد أن يأتيه صانع التغيير الثاني، فالرجل تأثر كثيرا بخيانة “صبيه المشيشي” فهو من أخرجه من غبار ملفات كانت موضوعة في أرشيف الدولة، ليجعل منه مستشارا له ثم وزيرا للداخلية ثم رئيسا للحكومة ولو انتظر قليلا لأخرجه من قرطاج وأجلس في مكانه من يريد…
كل ما جاء وفعله وأتاه صانع التغيير الثاني بعد تولي المشيشي حكومة الإخوة الأعداء وأقصد قلب تونس والنهضة وغلامها الائتلاف كان بحثا عن الانتقام والثأر ليس أكثر…وكان خاتمة مطاف هذا البحث غزوة الأحد….وخروج الأتباع للصراخ “الله واحد”…فالانقلاب على جزء من المنظومة كان أشبه بحلم غير قابل للتحقيق عند البعض، وهو الأمر الذي أطال عمر الصدمة في عقول أغلب المؤثثين للمشهد السياسي…فدخلوا الكهف لا يعرفون ماذا وقع وكيف وقع…فأصابهم الهلع، فالغموض الذي يحيط بصانع التغيير الثاني ورحم الله صانع التغيير الأول غريب وغريب جدا …
لو بحثنا في مكاسب وحصيلة الغزوة لوجدنا أنها صفر…يحاذي صفرا آخر…فالذين كانوا يمنون النفس برؤية راشد الغنوشي في طريقه إلى السجن خفتت أصواتهم قليلا واختنقت “الله واحد الله واحد قيس ما كيفو حدّ” في حناجرهم وأصبحت تكاد تُسْمع…والذين كانوا يمنون النفس بانفراج اقتصادي يوفر لهم مورد رزق وانتعاش مالي أصبحوا وكأنهم من الشيعة يلطمون صدورهم وبعض الأعضاء الأخرى…والذين كانوا ينتظرون موكب النواب السجناء وهو في طريقه إلى “المرناقية” أصبحوا يبحثون عن أرقام هواتف بعض النواب ليجاملوهم خوفا من غد…فأن تسجن التبيني “الزوالي” مقارنة بالحيتان الكبيرة رغم ما أتاه فهذا لا يعتبر نصرا مبينا…وأن تسجن العياري ولو في قضية قديمة فهذا لا يعتبر نصرا وفتحا مبينا…وأن تقرر وضع بعض الأسماء (التي وحسب دراسة ممن هم حولك قد تحرك مشاعر من يكرهونهم، ويصفقون لك للأمر) تحت الإقامة الجبرية فلا أظن أن أمرا كهذا سيزيد من عدد أنصار مولانا…وأن تقرر تعيين صاحب شهادة جامعية وعاطل عن العمل واليا ببنزرت، فذلك لن يحفّز بقية العاطلين للتصفيق لك، ولمؤازرتك، فعدد الولاة في البلاد لا يتجاوز 24 واليا …وحتى وإن فعلت فهل يمكن اعتبار تلك الخطّة انتدابا؟ وأن تذهب لمخزن حديد على ملك بعض الخواص تتوعد المحتكرين وتهددهم بالحديد فذلك لن يوفّر الخبز لملايين الفقراء والمساكين…ولا أظنّ أن الحديد جُعل للأكل مع الحليب…خلاصة كل ما وقع هو أن صانع التغيير أصبح يبحث يوميا عن حدث يُلهي به أتباعه ومن بايعوه عن سؤال “وبعد يا ريس شنوة عملتلنا؟” ويجعلهم يصفقون صباحا مساء ويوم الأحد…
شخصيا ومنذ انقلاب 25 جويلية لم أقتنع تماما بأن الهدف الرئيسي لصانع التغيير الثاني كان الانقلاب الشامل على منظومته، فالرجل وحسب رأيي المتواضع كان يبحث عن استرجاع عهدة الحكم والتصرّف في شؤون السلطة التنفيذية ممن أخذوها منه غدرا، لينجز بعض وعوده لأتباعه، طمعا في ولاية ثانية قد ينجح خلالها في تنفيذ مشروعه السياسي صحبة رفيقه ” فلاديمير ألييتش أوليانوف المكّي” شهر رضا لينين…فالمشيشي ولأنه أظهر الكثير من الغباء في تصرفه وتسييره لشؤون الدولة ارتمى خوفا من السقوط في مجلس النواب في حضن الشيخ الغنوشي ومن معه، والواضح أنهم هم من أوهموه بأنهم سيسقطونه برلمانيا إن نفّذ تعليمات ساكن قرطاج وأبقى على وزرائه ضمن التشكيل الحكومي “المشيشاوي”، فأصابه الهلع فارتمى في حضن الغنوشي قائلا” ماني وليدك يا شيخنا نحب نجرب كرسي القصبة”…
أعود لأقول إن مولانا صانع التغيير الثاني لم يكن يبحث عن الانقلاب، بل كان همّه استرجاع ما له وسرق منه، وتنظيف المكان بعض الشيء ليكون في مأمن من بعض الخروج عن النص من لدن خصومه…فكان أن انتجت الصدمة وضعا غريبا، ورعبا في صفوف كل مكونات المشهد، جعلهم يبتلعون السنتهم إلى يومنا هذا…فقال كلمته الشهيرة “لا رجوع إلى الوراء”…فعن أي وراء يتحدث مولانا صانع التغيير يا ترى؟ فهو في وضع غريب لا يمكن من خلاله العودة إلى الوراء، ولا يمكنه كذلك التقدّم إلى الأمام…فعن أي وراء يتحدّث؟ فهل سيُسْعِدُ خصوم النهضة ويجرّ قياداتها إلى التحقيق؟ لا لن يفعل…فذلك يتطلب ملفا قضائيا ثقيلا ومقنعا قضائيا يسمح بذلك، ويتطلب قبل كل شيء عزيمة على تحمّل تبعات معاداة حزب عقائدي قد يختار التصعيد الشعبي لحماية مكاسبه وهذا لم يفعله غير بورقيبة وبن علي…ولا أظنّ أن مولانا يملك مثل هذه الملفات، فلو كان يملكها لما انتظر مرور الشهر الأول دون حراك…وهل سينقذ البلاد من ثورة قادمة لا محالة؟ لا لن يقدر…لأنه لن ينجح في تحقيق أي وعد من وعوده، فمشكلة البلاد أكبر وأعظم من خطاب حماسي، وشعارات جوفاء لا إنجاز بعدها…ولا أظنّ أن هذا الشعب سيصبر أكثر مما صبره مع خصومه…
خلاصة غنائم غزوة الأحد…الخاسر الأكبر هو صانع التغيير الثاني فهو من سيتحمّل تبعات كل ما يقع وسيقع بعد يوم 25 جويلية…وستطالبه جموع الشعب بما ينسيهم من سبقوه في الحكم، ولا أظنّه قادرا على تحقيق ولو واحد بالمائة مما يمكن أن يُرْضي أتباعه وأنصاره ومن بايعوه…أما النهضة ففي ظاهرها تعيش غضبا وانقساما…لكن في داخلها تعيش وضعا عاديا ومريحا قد يساهم في انقاذها من التآكل كليا، أو التشظّي سياسيا في قادم الأشهر والسنوات…فهي لن تتحمّل تبعات ما بعد 25 جويلية، ولن تدخل قياداتها السجون…وحتى وإن وصل الأمر إلى حلّها فإنها اطمأنت على مستقبل أتباعها وقد تأمرهم بإعادة الانتشار حزبيا حتى اشعار آخر…
خلاصة ما نحن فيه …
سيواصل صانع التغيير البحث عن وسائل إلهاء أتباعه وتحويل وجهتهم، ليبعدهم عن الحديث عن المكاسب، وعن برنامجه خلال قادم الأشهر والسنوات، وعن مطالبته بالنتائج والإنجازات…وسيبحث مولانا عن كل ما من شأنه إرضاء أتباعه ومواصلة تصفيقهم …وقد يأتي ببعض من أوصلوه إلى قرطاج في خطط وظيفية سامية فنصف عدد الولاة سيكون لأتباعه…ونصف عدد المعتمدين سيكون لأنصاره…ونصف الحكومة سيكون لرجالاته…ونصف كل شيء سيكون له ولمن ساندوه…فصانع التغيير الثاني اصبح مهووسا بالحكم منفردا…وأصبح يخاف الخيانات…فكم مرّة زار مقرّ وزارة الداخلية…وكم مرّة التقى فيها عناصر من المؤسسة العسكرية…رغم أنه على بينة أن مؤسستنا الأمنية لم ولن تحيد عن عقيدتها التي تربّت عليها في الدفاع عن البلاد وضمان أمنها…كما أنه على بينة من أن المؤسسة العسكرية تربّت على الانضباط والحفاظ على مكاسب الدولة وحماية حدودها…فهل سيواصل صانع التغيير الثاني طريقه إلى الأمام ويعلن الحرب على الجميع بعد أن صُدم بواقع لم يخطر على باله يوما؟ وهل سيكفي إعلانه الحرب على الجميع بإرضاء أتباعه؟ فالفقير يريد أن يعلن فكّ ارتباطه مع الفقر… والعاطل يريد أن يحتضن عملا يغنيه عن السؤال…والمظلوم يبحث عمن يرفع عنه مظلمته…والمريض يبحث عمن يداويه…وهؤلاء جميعا لن تعنيهم حرب صانع التغيير الثاني للفوز بولاية ثانية، والاستحواذ على كل مفاصل الدولة والحكم…فقط لا يريدون أن يجوعوا…فهل سيبقى صانع التغيير الأول على سُلّم الزرقوني…أم يصبح الأول على سُلم ريختر…وهل يواصل أتباعه السهر على أنغام “هل رأى الشعب سكارى مثلنا؟”…أم سيغني أتباعه “تكويت وما قلت أحيت هزيت الجمرة بايديَ”…؟؟