فُرن نار

هل انقطعت “شعرة معاوية ” بين شعب غاضب و سلطة فاشلة؟

نشرت

في

في ظل أجواء متازمة بين ثلاثي الحكم الذي تقلصت سبل التواصل و التنسيق بين أضلاعه الى حدودها الدنيا من جهة. و في جو يسوده الإحباط وشعب مشحون بالغضب و التلويح بالانتفاض، وانذارات عديد المراقبين و الاعلاميين الوطنيين الى خطورة هذه الازمة التي تنذر بما لا يمكن التكهن بعواقبه، يعجز اسلوب حكم و فشل حتى في فرض تواصل انتاج الموارد الوطنية التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

اذ تكفي فقط الإشارة العارضة الى تقلص انتاج الفوسفات خلال حكم هذه المنظومة الى ما يعادل انتاج سنة 1930 أي انه هوى الى اكثر من 80 بالمائة في احسن حالاته تقابله زيادة ارتجالية في عدد العمال تصل الى اكثر من 289بالمائة !! في ظل هذه الاوضاع الوطنية. و حالة تفقير الشعب بالقضاء على الطبقة الوسطى عماد الإنتاجية و دعم الدولة الاقتصادية، شهدت البلاد على مر سنوات حكم هذه المنظومة الفاشلة زيادات متتالية في أسعار عديد المواد مثل المحروقات والخضر و الكهرباء و مواد البناء و المساكن الشعبية و تحويل “سبرولس”(شركة دعم المساكن الشعبية ) الى منظومة تجارية كذلك اسعار مساكن السنيت التي قاربت اسعار المقاولين الخواص…

كذلك تعطل انتاج مصنع التبغ والوقيد فزادت اسعار السجائر و ارتفعت الاداءات غير المباشرة كما ازدهرت التجارة الموازية المريبة المصادر بالاسواق … و لا يمكن ان نمر دون التذكير ايضا بالزيادات على اداءات بطاقات شحن الهاتف وارتفاع اسعار العطورات و الخضر و الغلال ومواد التنظيف و قطع غيار السيارات والخمور وغيرها من المواد الاستهلاكية …

وعوض ان تسعى السلطة المعنية من حكومات مابعد الانتفاضة الى مراقبة التلاعب بالأسعار المشطة أصلاً و التي تقول في بعض الأحيان ما نراه باوروبا تطلع علينا بزيادات مجحفة خلال هذه الايام النكداء على شعب نزلت عليه لعنة حكم فاشل :

على مستوي زيادات قطاع النقل العمومي صعدت الى ما بين 10 و 15 في المائة .. نعطي بعض امثلة حية متنوعة : النقل بين سليمان الرياض ومدينة سليمان ارتفعت تعريفته من 650 مليما الى دينار أي بزيادة 350 مليما فيما نرى ان المواطن الذي عليه ان ينتقل من ولاية قبلي (دوزمثلا )عليه بدفع 73 دينارا ولا بهم إن كان قاصدا مستشفى للعلاج أو جامعة للدراسة. أو لاختبار تشغيل …

ودائما في مجال النقل بلغتني أنباء الزيادة في معلوم الاستخلاص بالطرقات السيارة بما يقترب من 254 في المائة … و هكذا قفزت مثلا تعريفة السيارات صنف 1بمحطة مرناق من 1400 الى 3550 ولا تسأل عن تعريفة الاستخلاص بالطريق السيارة الرابطة بين تونس و بنزرت … كما زاد الكيلو الواحد من السكر ب 250 مليم… و ذكرني هذا بمصيبة. المستثمر الليبي الذي حاول بعث مشروع لانتاج السكر بولاية بنزرت، وهذا موضوع اخر قد نتطرق إليه في مناسبة تالية …

كما سجلت زيادة جملية لحديد البناء ب 44في المائة خلال أشهر قليلة. حيث قفز بار الحديد صنف 12 الذي كنا نقتنيه قبل الانتفاضة ب 12 دينارا على الاكثر قفز اليوم الى 29 دينارا البار الواحد ويبدو ان خدمات المقاهي ستشهد زيادات بين 100 و 200 مليم مقابل احتساء قهوة أو شاي أو غيرهما … و على مستوى مياه الشراب بشرتنا الصوناد بزيادات تتأرجح بين 130 و190 مليما للمتر المكعب …

هذه حوصلة. للزيارات في الأسعار يقابلها انهيار و تأكل القدرة الشرائية مما المواطن المجبر دوما في نظر هذه المنظومة الفاشلة الى دفع فواتير فشلها. في حين يرى نفس هذا المواطن البائس مافيات التهريب و المخدرات و التجارة الموازية و مضاعفة الملياردارات. تنعم بخيرات بلاده … دون حسيب أو رقيب.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version